الحمد للّه ولي الحمد، و الصلاة و السلام على نبينا محمد صلّى اللّه
عليه و سلم.
حدثني الشيخ أبو عبد اللّه محمد بن أبي النعم، قال: قرأت على الشيخ
الفقيه الزاهد أبي محمد هياج بن عبيد بن الحسين الشافعي، الخطيب في المسجد الحرام،
مقابل الكعبة عند المقام. قلت: أخبرك الشيخ أبو الفرج عبيد اللّه بن محمد التميمي،
فأقرّ به، قال: أخبرني عبد اللّه بن بكر بن محمد الطبراني، قال: أخبرني أبو بكر
أحمد بن محمد البغدادي في المسجد الحرام، بقراءته عليّ، قال: أخبرنا أبو عبد اللّه
أحمد بن عبد اللّه بن ميمون الخواص ببغداد، قال:
سمعت أبا عبد اللّه الحارث بن أسد المحاسبي قال:
الحمد للّه قبل كل مقال، و أمام كل رغبة و سؤال، فكل أمر مهم ذي بال
لم يبدأ فيه بحمد اللّه و ذكره فهو أقطع من القول، غير ذي اتصال، و كذلك يروى عن
النبي صلّى اللّه عليه و سلم[1].
فالحمد للّه الأول القديم، الذي لم يزل، و لا يستحق هذا الوصف غيره،
و لا يليق بسواه، لأنه كان و لم يزل واحدا لا شىء معه، ثم ابتدأ خلق الأشياء
[1] - في حديث أبي هريرة:« كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه
بحمد اللّه فهو أقطع» صححه ابن حبان 1/ 173، 174( 1، 2)، و أخرجه أبو داود في
الأدب 4/ 261( 4840)، و ابن ماجه في النكاح 1/ 610( 1894)، و أحمد 2/ 359، و حسّنه
النووي في رياض الصالحين( 1392).