وقع فى خطأ إيراد بعض الضعيف و ما لا يحتج به من الحديث، غير أن الغالب على الأحاديث التى أوردها فى الكتاب أنها من الأحاديث الصالحة للحجة و العمل، و بخاصة فى فضائل الأعمال.

موضوع الكتاب:

كما هو واضح من عنوان الكتاب، فإنه يتناول «الرعاية لحقوق الله» فهو بعد أن يقدم لكتابه بأدب الاستماع يقول لمن سأله عن الرعاية لحقوق الله:

«فإنك سألت عن أمر عظيم أصبح عامة أهل زمانك له مضيعين، و هو الأمر الذى تولى الله عليه أنبياءه و أحباءه» ثم يؤكد أن «كل حق أوجبه الله عز و جل على عباده فى خاصة أنفسهم، أو فيما أوجب لبعضهم على بعض، فقد أمرهم بحفظه و القيام به، و ذلك رعاية حقه الذى افترضه عليهم و القيام به» ثم يبين أن الرعاية لحقوق الله تعنى التقوى التى هى «اتقاء الشرك فيما دونه من كل ذنب نهى الله عنه، أو تضييع واجب مما افترضه الله».

و من ثم بدأ بشرح التقوى و فضيلتها، و تبيين العدة للمقام بين يدى الله، معرفا بالورع محذرا من الاغترار بظاهر الطاعة، محددا ما يجب على العبد أن يبدأ به، موضحا الطريق الذى ينبغى أن يسلكه العبد إلى الله تعالى.

و لا ينسى المحاسبى أن يؤكد على فكرته الأساسية التى اشتهر بها، و هى فكرة المحاسبة، فيذكر أن أصل التقوى المحاسبة ثم يأخذ فى شرحها، مذكرا بأن أصل المحاسبة الخوف و الرجاء، موضحا أن الدليل على محاسبة النفس العلم بما تعبد الله عز و جل به خلقه.