قال: أما على طاعة بعينها ليحمدوك عليها فلا تحبب بالطاعة إلا إلى
اللّه عز و جل، و لا ترد حمد عليها. و أما أن تحب أن يحبوك لغير طاعة محمودة
عندهم، و لكن لتخف على قلوبهم، و يحبوك للستر، على غير طاعة يحمدونك عليها، فلا
بأس؛ لأنهم لا يحبونك على الطاعة إلا حتى يعرفوا فضلك و يحمدوك بقلوبهم، ثم يحبوك
و يعظموك و يروك، فلا يجوز لك طلب ذلك منهم بطاعة اللّه عز و جل.
قلت: فقول النبي صلّى اللّه عليه و سلم حين قال له رجل: دلني على ما
يحبني اللّه و يحبني الناس، قال: «ازهد في الدنيا يحبك اللّه ودع أو انبذ إليهم
هذا الحطام يحبوك»[1] و قد قال
النبي صلّى اللّه عليه و سلم: «إذا زهدت في الدنيا أحبك اللّه عزّ و جلّ، و أحبّك
الناس»[2].
[1] - هذا الحديث رواه إبراهيم بن أدهم معضلا، و عزاه
المنذري في الترغيب و الترهيب 4/ 157، و ابن رجب في جامع العلوم و الحكم ص 351
لابن أبي الدنيا. و عزاه ابن رجب- بإسناد إبراهيم إلى ربعي ابن حراش- لأبي سليمان
بن زبر الدمشقي في مسند إبراهيم بن أدهم.
[2] - الحديث عن سهل بن سعد، أخرجه ابن ماجة في الزهد
2/ 1373، 1374( 4102) و ضعفه البوصيري في الزوائد، و المنذري في الترغيب و الترهيب
4/ 157، و حسنه النووي في الأربعين، و تعقبه ابن رجب في جامع العلوم و الحكم( ح
31)، و أخرجه أيضا الطبراني في الكبير 6/ 193( 5972)، و ابن حبان في روضة العقلاء
ص 141، و أبو نعيم في الحلية 3/ 252، 253 و 7/ 136، و القضاعي في مسند الشهاب 1/
373( 643)، و ابن عدي في الكامل 2/ 117، و صححه الحاكم 4/ 313، و تعقبه الذهبي. و
صححه الألباني في سلسلته الصحيحة( 944).