responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرعاية لحقوق الله نویسنده : المحاسبي، حارث بن أسد    جلد : 1  صفحه : 301

باب وصف النية ما هي؟

قلت: فالنية ما هي؟

قال: إرادة العبد أن يعمل بمعنى من المعاني، إذا أراد أن يعمل ذلك العمل لذلك المعنى، فتلك الإرادة نيّة إما للّه عزّ و جلّ و إما لغيره؛ لقول النبي صلّى اللّه عليه و سلم:

«و إنما لامرئ ما نوى»[1]، لأنها نيّة للمعنيين: نيّة أن يعمل العمل، و نيّة أن يعمله لمعنى من المعاني دنيا أو آخرة، كالرجل يريد أن يعمل أو يريد أن يغزو للأجرة أو للذكر، و كذلك يريد أن يصلي للثواب أو للحمد، لأن إرادة الصلاة أن يبتدئ بالتكبير ثم ينتصب قارئا ثم يركع ثم يسجد ثم يرفع، و النيّة لثواب اللّه عزّ و جلّ أو للدنيا؛ إرادة منه أن يصلى ليؤجر و أن يرضى اللّه عزّ و جلّ بها عنه، أو إرادة أن يحمد و يثني عليه فتلك النيّة. فالنيّة في العمل للّه عزّ و جلّ أن يريد به ثواب اللّه عزّ و جلّ لا يريد غيره.

قلت: فأنا أريد أن أكون مخلصا، و أكون مصليا و صائما و مطيعا في كل أمري.

قال: ذلك على وجهين: أحدهما، قد نويت أن تخلص و ألا تريد بشى‌ء مما تفعله إلا اللّه وحده، و نويت أن تقوم فتصلّي و أن تصبح صائما و ألا تعصي اللّه عزّ و جلّ، و إن عرضت لك معصية ودعتها من خوف اللّه عزّ و جلّ، فتلك الإرادة التي هي نيّة لك هي نيّة للّه عزّ و جلّ.


[1] - جزء من حديث عمر بن الخطاب، سبق تخريجه ص 67.

نام کتاب : الرعاية لحقوق الله نویسنده : المحاسبي، حارث بن أسد    جلد : 1  صفحه : 301
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست