باب سرور العبد عندما يظهر عليه من عمله
قبل فراغه منه و بعد فراغه
قلت: فأخبرني إذا اطّلع عليه بعد فراغه من العمل فيسرّ باطلاعهم؟
قال: سروره باطلاعهم قد يتصرّف على وجوه ليس كلها مذموما، قد يسرّ
باطلاعهم إذا أطلعهم اللّه عزّ و جلّ و قد كان هو يستره عنهم، فأبى اللّه عزّ و
جلّ إلا أن يطلعهم عليه، فيسرّ بما يرى من نعمة اللّه عز و جلّ بستره القبيح و
إظهاره الجميل.
ت: فيعدّها نعمة و يسر بحمدهم، فهو إذا يحبّ حمدهم على طاعة اللّه عز
و جل؟
قال: لا، و لكن يسرّ بستر اللّه عز و جلّ القبيح عليه، و إظهاره
الجميل منه؛ لأن النفس تحبّ أن تحمد و تكره أن تذمّ و يهتك عنها الستر، فيسرّ بستر
اللّه عز و جل؛ إذ فعل به ما يوافق طبعه و ترك ما يخالفه؛ سرورا باللطف منه؛ لا
لقيام المنزلة عندهم، فيسرّ بفعال المنعم في ستره القبيح و إظهاره الجميل.
قلت: و بماذا يكون سروره؟
قال: يسرّ بما يرى من الخلق و حمدهم الطاعة إذا ظهرت من المطيع و
حبّهم له، فيسرّ بذلك منهم إذ كانت قلوبهم كذلك، و غيرهم ممن يدعى الإيمان قد يرمي
من اطلع عليه على مثل هذا العمل بالرياء و يتكلم بالوقيعة فيه و الحسد، فيسرّ
بطاعتهم فيه و مجانبتهم أهل الحسد و أهل سوء الظنّ، و يسرّ