قلت: فأهل التقوى من أهل الرعاية لحقوق اللّه عزّ و جلّ، و القائمون
بها في منزلة واحدة أو في منازل شتى؟
قال: في منازل شتى، و هي سبع منازل:
فأول منازل الرعاية في حقوق اللّه عز و جل: عند الخطرات على العلل و
الأسباب، و الأوقات و الإرادات، و الوجوب على ما ذكرت لك.
ثم أهل المنزلة الثانية: الذين أغفلوا الرعاية عند الخطرات في أعمال
القلوب مما ليس للبدن فيه عمل، حتى جالت قلوبهم بالفكر فيما كره اللّه عز و جل، ثم
تيقظوا قبل أن يعتقدوها بقلوبهم، ففزعوا و صرفوا قلوبهم عن ذلك.
و أهل المنزلة الثالثة: الذين أغفلوا الرعاية و المراقبة عند الخطرات
و عند الفكر في أعمال قلوبهم، حتى اعتقدوا ما كره اللّه عز و جل، من أعمال قلوبهم
مما لا عمل للبدن فيه، مثل العجب و الكبر و الحسد و الشماتة و سوء الظن و ما أشبه
ذلك و البدعة، ثم تيقظوا و فزعوا، و ذكروا اللّه عز و جل، فندموا و خلّوا ما عقدوا
عليه من ذلك بالتوبة إلى اللّه عز و جل.
و أهل المنزلة الرابعة: الذين أغفلوا المراقبة للّه عز و جل، و
الرعاية لحقه، حتى همّوا و عزموا أن يأتوا ما كره اللّه عزّ و جل بجوارحهم، ثم
تيقظوا و رهبوا، فندموا على ما أضمروا، و خلّوا ما عليه عقدوا بضمائر قلوبهم.
و أهل المنزلة الخامسة: الذين أغفلوا مراقبة اللّه عزّ و جل و تقواه،
حتى ابتدؤوا