ذ كرت في كلمات الأعلام للأخلاق تعاريف متعددة، نتعرّض إلى اثنين
منهما:
التعريف الأول: للغزالي في إحياء العلوم
قال: «الخَلْق والخُلُق عبارتان مستعملتان معاً، يقال: فلان حسن
الخَلْق والخُلُق، أي حسن الباطن والظاهر، فيراد بالخَلْق الصورة الظاهرة، ويراد
بالخُلُق الصورة الباطنة،
وذلك لأن الإنسان مركّب من جسد مدرَك بالبصر، ومن روح ونفس مدَرك
بالبصيرة. ولكل واحد منهما هيئة وصورة إما قبيحة وإما جميلة، فالنفس المدرَكة
بالبصيرة أعظم قدراً من الجسد المدرَك بالبصر، ولذلك عظّم الله أمره بإضافته إليه
إذ قال تعالى: إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ. فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَ
نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ[1] فنبّه على أن الجسد منسوب إلى الطين، والروح إلى ربّ العالمين.
والمراد بالروح والنفس في هذا المقام واحد.