نام کتاب : الانسان الكامل من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى نویسنده : غراب، محمود محمود جلد : 1 صفحه : 7
خارجان عن هؤلاء الأقطاب فهم من المفردين، و
هؤلاء الاثنا عشر قطبا ما هم الذين لا يكون في كل عصر منهم إلا واحد. (ف ح 4/ 75).
و الأقطاب المحمديون هم الذين ورثوا محمدا صلى اللّه عليه و سلم فيما
اختص به من الشرائع و الأحوال، مما لم يكن في شرع تقدمه و لا في رسول تقدمه، فإن كان
في شرع تقدم شرعه- و هو من شرعه- أو في رسول قبله- و هو فيه صلى اللّه عليه و سلم-
فذلك الرجل وارث ذلك الرسول المخصوص، و لكن من محمد صلى اللّه عليه و سلم فلا ينسب
إلا إلى ذلك الرسول و إن كان في هذه الأمة، فيقال فيه موسوي إن كان من موسى، أو
عيسوي أو إبراهيمي، أو ما كان من رسول أو نبي، و لا ينسب إلى محمد صلى اللّه عليه
و سلم إلا من كان بمثابة ما قلناه، مما اختص به محمد صلى اللّه عليه و سلم فإنه
لما كان شرع محمد صلى اللّه عليه و سلم تضمن جميع الشرائع المتقدمة، و أنه ما بقي
لها حكم في هذه الدنيا إلا ما قررته الشريعة المحمدية، فبتقريرها ثبتت، فتعبدنا
بها نفوسنا من حيث أن محمدا صلى اللّه عليه و سلم قررها، لا من حيث أن النبي
المخصوص بها في وقته قررها، فلهذا أوتي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم جوامع
الكلم، فإذا عمل المحمدي- و جميع العالم المكلّف اليوم من الإنس و الجان محمدي،
ليس في العالم اليوم شرع إلهي سوى هذا الشرع المحمدي- فلا يخلو هذا العامل من هذه
الأمة أن يصادف في عمله، فيما يفتح له منه في قلبه و طريقه و يتحقق به، طريقة من
طرق نبي من الأنبياء المتقدمين، مما تتضمنه هذه الشريعة و قررت طريقته و صحبتها
نتيجته، فإذا فتح له في ذلك، فإنه ينتسب إلى صاحب تلك الشريعة، فيقال فيه عيسوي أو
موسوي أو إبراهيمي، و ذلك لتحقيق ما تميز له من المعارف و ظهر له من المقام، من
جملة ما هو تحت حيطة شريعة محمد صلى اللّه عليه و سلم، فيتميز بتلك النسبة أو بذلك
النسب من غيره، ليعرف أنه ما ورث من محمد صلى اللّه عليه و سلم إلا ما لو كان موسى
أو غيره من الأنبياء حيا و اتبعه، ما ورث إلا ذلك منه، و لما تقدمت شرائعهم قبل
هذه الشريعة جعلنا هذا العارف وارثا، إذ كان الورث للآخر من الأول، فلو لم يكن
لذلك الأول شرع مقرر قبل تقرير محمد صلى اللّه عليه و سلم لساوينا الأنبياء و
الرسل، إذ جمعنا زمان شريعة محمد صلى اللّه عليه و سلم كما يساوينا اليوم إلياس و
الخضر و عيسى إذا نزل، فإن الوقت يحكم عليه، إذ لا نبوة تشريع بعد محمد صلى اللّه
عليه و سلم، و لا يقال في أحد من أهل هذه الطريقة إنه محمدي إلا لشخصين، إما شخص
اختص بميراث علم من حكم لم يكن في شرع قبله فيقال فيه محمدي، و إما شخص جمع
المقامات ثم خرج عنها إلى لا مقام، كأبي يزيد و أمثاله، فهذا أيضا يقال فيه محمدي،
و ما عدا هذين الشخصين فينسب إلى نبي من
نام کتاب : الانسان الكامل من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى نویسنده : غراب، محمود محمود جلد : 1 صفحه : 7