responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانسان الكامل من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى نویسنده : غراب، محمود محمود    جلد : 1  صفحه : 15

للمبايعة الإلهية و الاستخلاف، و تؤمر الأرواح الملكية و الجن و البشر الروحاني بمبايعته، واحدا بعد واحد، فإنه جلّ جناب الحق أن يكون مصدرا لكل وارد، و أن يرد عليه إلا واحد بعد واحد، فيدخل في أول من يدخل عليه في ذلك المجلس الملأ الأعلى، على مراتبهم الأول فالأول، فيأخذون بيده على السمع و الطاعة، و لا يتقيدون بمنشط و لا مكره، لأنهم لا يعرفون هاتين الصفتين فيهم، إذ لا يعرف شي‌ء منهما إلا بذوق ضده، فهم في منشط لا يعرفون له طعما، لأنهم لم يذوقوا المكره، و ما منهم روح يدخل عليه للمبايعة و يبايعه في ذلك المقام، إلا و يسأله- أعني يسأل الروح القطب- عن مسألة من المسائل من العلم الإلهي، فيجيبه أمام الحاضرين ليعرفوا منزلته من العلم، فيعرفون في ذلك الوقت أي اسم إلهي يختص به، فيقول له: يا هذا أنت القائل كذا؟ فيقول له: نعم؛ فيقول له في المسألة وجها يتعلق بالعلم باللّه، يكون أعلى من الذي كان عند ذلك الشخص، فيستفيد منه كل من بايعه، و حينئذ يخرج عنه، هذا شأن القطب، و لا تبايعه إلا الأرواح المطهرة المقربة، و لا يسأله من الأرواح المبايعة إلا الملائكة، و من الجن و البشر إلا أرواح الأقطاب الذين درجوا خاصة، فأول مبايع له العقل الأول ثم النفس، ثم المقدمون من عمار السموات و الأرض من الملائكة المسخرة، ثم الأرواح المدبرة للهياكل التي فارقت أجسامها بالموت، ثم الجن ثم المولدات، و ذلك أنه كل ما سبح اللّه من مكان و متمكن و محل و حال فيه يبايعه، إلا العالين من الملائكة و هم المهيمون، و الأفراد من البشر الذين لا يدخلون تحت دائرة القطب، و هكذا هي حالة كل قطب يبايع في زمانه، و قد أفردنا لهذه المبايعة كتابا كبيرا سميناه «مبايعة القطب في حضرة القرب»[1] ذكرنا فيه مسائل كثيرة مما سئل عنها فأجاب، و هي المسائل التي وقعت في زماننا لقطب وقتنا، فإنها ما هي مسائل معينة تتكرر من كل قطب، و إنما يسئل كل قطب فيما يخطر اللّه في ذلك الحين مما جرى لهذا الذي بايعه من الأرواح فيه كلام. (ف ح 3/ 136- ح 2/ 571- ح 3/ 136- ح 2/ 571- ح 3/ 137).

مبايعة القطب من الحضرة النباتية:

مبايعة النبات القطب هو أن تبايعه نفسه، أن لا تخالفه في منشط و لا مكره مما يأمرها


[1] -هذا الكتاب ذكره الشيخ في كتاب منزل القطب و مقامه و حاله، و في كتاب مواقع النجوم، و هو من الكتب المفقودة.

نام کتاب : الانسان الكامل من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى نویسنده : غراب، محمود محمود    جلد : 1  صفحه : 15
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست