عن عبد اللّه بن عمر رضي اللّه عنهما قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه
عليه و سلم يقول:
«كلّكم راع و كلّكم مسؤول عن رعيّته، الإمام راع و مسؤول عن رعيّته،
و الرّجل راع في أهله و هو مسؤول عن رعيّته، و المرأة راعية في بيت زوجها و مسؤولة
عن رعيّتها، و الخادم راع في مال سيّده و مسؤول عن رعيّته». قال:
و حسبت أن قد قال: «و الرّجل راع في مال أبيه و هو مسؤول عن رعيّته،
و كلّكم راع و مسؤول عن رعيّته». [رواه البخاري و مسلم و الترمذي[1]].
اللغة:
الراعي: الحافظ المؤتمن. و بعبارة أخرى من إليه تدبير الشيء و
سياسته و حفظه و رعايته مأخوذ من الرعي و هو الحفظ. و الرعية: كل ما يشمله حفظ
الراعي و نظره. و حسبت: ظننت.
الشرح:
ما من إنسان إلا قد و كل إليه أمر يدبره و يرعاه. فكلنا راع و كلنا
مطالب بالإحسان فيما استرعيه و مسؤول عنه أمام من لا تخفى عليه خافية، فإن قام
بالواجب عليه لمن تحت يده كان أثر ذلك في الأمة عظيما. و حسابه عند اللّه يسيرا و
ثوابه جزيلا.
و إن قصر في الرعاية. و خان الأمانة أضر بالأمة و عسر على نفسه
الحساب.
و أوجب لها المقت و العذاب. فإن فرّ في الدنيا من يد الإدارة، أو
النيابة، أو برأه القضاء، أو لم يكن تقصيره داخل في حدود القوانين القائمة فإن
حساب اللّه آت، و عقابه بالمرصاد. و كل امرىء بما كسب رهين.
فإمام الناس من ملك أو أمير- راع كفيل. و حافظ أمين مسؤول عن أهل
مملكته أو إمارته. فعليه إقامة العدالة فيهم؛ وردّ الحقوق لأربابها. و احترام
حرياتهم في دائرة