responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأدب النبوي نویسنده : الخولي، محمد عبد العزيز    جلد : 1  صفحه : 225

العجز و الكسل شر ما يبتلى بهما المؤمن أدركت أنهما داء وبيل‌[1] من أصيب بهما خَسِرَ الدُّنْيا وَ الْآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ‌[2]. هذا و مجانبة العجز تكون بمجانبة أسبابه فلا يعمل الإنسان عملا شاقا أو يأتي أمرا خطيرا من شأنه أن يذهب ببعض أعضائه العاملة، أو يسلبه القدرة و يجعله من العجزة الذين لا يستطيعون حيلة و لا يهتدون سبيلا فالذي يجهد نفسه و يحمّلها فوق طاقتها و لا يعطيها قسطها من الراحة و حظها من الطعام و الشراب الحلال الطيب، و الذي لا يداوي علل جسمه و يترك الدواء لمرارته أو يبخل عن نفسه بأجر طبيب أو بثمن دواء هو ساع نحو العجز جان على نفسه شر جناية و من يتعوذ باللّه من العجز و هو سائر نحوه في أحد هذه الطرق فإنه يطلب ما لا يجد و يقول ما لا يفعل‌ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ‌[3] و أما الكسل فمجانبته تكون بتقوية الإرادة و معاشرة المجدين العاملين و مباشرة الأسباب و استشارة لذة العمل و حلاوة بلوغ الآمال و تمثل الخيبة و الفشل، و معرفة أن المجد في العمل و المغامرة، و التعس في الكسل و ملازمة الراحة.

و الخامس و السادس: الجبن و البخل.

و الأول: شح بالنفس، و الثاني: شح بالمال.

فالذي يبخل بنفسه عن بذلها في سبيل الدين، في سبيل إقامة معالم الحق، في سبيل حفظ البلاد ورد عادية المعتدين عليها و المنتهكين حرمتها و السالبين حقوقها، و القاسرين‌[4] أهلها، على الذل و الاستعباد، و المستبدين بهم شر الاستبداد؛ الذي يبخل بنفسه عن بذلها في هذه السبل، المذللة طريق الكرامة و العزة، الموطدة[5] للشرف و الرفعة، الذي يبخل عن ذلك يميت نفسه، و يشتري نحسه‌[6]، لأنه إن حيي جسمه فقد ماتت روحه، ماتت نفسه العالية، و ذهبت حياته الطيبة، و كم من حي بين الناس هو في عداد الأموات و كم من ميت في عداد الأحياء وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ. فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ‌


[1] - وبيل: شديد.

[2] - سورة الحج، الآية: 11.

[3] - سورة الصف، الآية: 3.

[4] - القاسرين: المجبرين و المكرهين.

[5] - الموطدة: المثبة و المقوية.

[6] - نحسه: النّحس: الجهد و الضّر.

نام کتاب : الأدب النبوي نویسنده : الخولي، محمد عبد العزيز    جلد : 1  صفحه : 225
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست