responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأدب النبوي نویسنده : الخولي، محمد عبد العزيز    جلد : 1  صفحه : 153

و قيل: خوف الذم بنسبة الشر إليه، و قال الزمخشري: هو تغير و انكسار يعتري الإنسان من تخوف ما يعاب به و يذم، و اشتقاقه من الحياة يقال حي الرجل كما يقال:

نسي وحشي و شظي الفرس إذا اعتلّت هذه الأعضاء- النساء و هو عرق، و الحشى و هو ما دون الحجاب مما في البطن؛ و الشظى و هو عظم مستدق لازق بالركبة أو بالذراع أو عصب صغار فيه- جعل الحي لما يعتريه من الانكسار و التغير متنكس القوة، منتقص الحياة كما يقال: هلك فلان حياء من كذا، و مات حياء، و رأيت الهلال في وجهه من شدة الحياء، و ذاب حياء و جمد في مكانه خجلا.

و قال الراغب: الحياء انقباض النفس عن القبيح و هو من خصائص الإنسان ليرتدع عن ارتكاب كل ما يشتهي. فلا يكون كالبهيمة، و هو مركب من جبن و عفة فلذلك لا يكون المستحيي فاسقا. و قلما يكون الشجاع مستحيا. و قد يكون لمطلق الانقباض كما في بعض الصبيان. اه.

الشرح:

إذا كان الحياء تغيرا نفسيا، و خلقا باطنيا. يحول بين المرء و القبائح أو يمنعه من عمل ما يعاب به و يذم. أو ينقد عليه و يعنف- كان لا شك خلقا محمودا.

لا ينتج إلا خيرا. فالذي يمر بخياله فعل الفاحشة. فيمنعه حياؤه من اجتراحها[1] أو يسبه شخص فيمنعه الحياء من مقابلة السيئة بمثلها، أو يسأله سائل، فيحول حياؤه دون حرمانه، أو تقابله فتاة جميلة فيغض الحياء بصره. أو يستبرئه مدين معسر من دينه، فيأبى عليه حياؤه إلا الإبراء. أو يضمه مجلس، فيمسك الحياء بلسانه عن الكلام فيما لا يعنيه، أو الخوض فيما لا يجيده و الذي يكون للحياء في نفسه هذه الآثار الحسنة. و الأعمال الطيبة ذو خلق محمود. و في حديث عبد اللّه بن عمر عند البخاري: «أن النبي صلى اللّه عليه و سلم مر على رجل من الأنصار و هو يعظ أخاه في الحياء فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «دعه، فإن الحياء من الإيمان»[2]، و أعلى درجات الحياء ما كان ناشئا عن الشعور برقابة اللّه. و عظم حقه عليه. فإن هذا يقيم المرء على صراط الحق. لا يلتوي عنه يمنة أو يسرة.

و في حديث عبد اللّه بن مسعود عند الترمذي أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: «استحيوا من اللّه‌


[1] - اجتراحها: ارتكابها.

[2] - رواه البخاري في كتاب: الأدب، باب: الحياء( 6118).

نام کتاب : الأدب النبوي نویسنده : الخولي، محمد عبد العزيز    جلد : 1  صفحه : 153
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست