responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأدب النبوي نویسنده : الخولي، محمد عبد العزيز    جلد : 1  صفحه : 114

و المرء ما عاش ممدود له أمل‌

لا ينتهي الطرف حتى ينتهي الأثر

و سميت بقية العمر أثرا لأنها تتبعه في الذهاب كما يتبع الأثر صاحبه، و لأن المرء ما عاش لحركاته آثار. فإذا مات فلا حركات، و لا آثار، أو المراد بالأثر الذكر الحسن، و الرحم القرابة لأنها داعية التراحم بين الأقرباء وصلة الأقارب تكون بزيارتهم و معونتهم بالنفس و بالمال، صدقة إن كانوا فقراء، و هدية إن كانوا أغنياء.

و بعمل كل ما يستطيع من جر مغنم، أو دفع مغرم. فيعتبرهم كنفسه في جلب الخير، و اتقاء الشر.

الشرح:

رتب الرسول صلى اللّه عليه و سلم على صلة الرحم أمرين بسط الرزق و الإنساء في الأثر. أما ترتب السعة في الرزق على صلة الرحم فلأنه بالصلة يستجلب محبتهم و مودتهم فيعاونونه على كسب الثروة فتزداد. و ينفي بالصلة عداوتهم التي إذ شغل بها استنفدت كثيرا من وقته. يتعطل فيه عن ابتغاء الرزق. و لأنه بالصلة يقرض اللّه قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة و بالصلة يدخل في زمرة المتقين‌ وَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً. وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ‌[1]، وَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً[2] و في القرآن آيات كثيرة ترتب السعادة الدنيوية على الأعمال الصالحة مثل‌ وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى‌ آمَنُوا وَ اتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ وَ لكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ‌[3]، و أما ترتب الإنسان في الأثر على الصلة، فإن فسرنا الأثر بالذكرى الطيبة للإنسان بعد وفاته فالإنساء فيها معناه التأخير و الإطالة؛ فألسنة الناس ثناء عليه و دعاء له. لقيامه بواجب القرابة؛ و ربما استمرت هذه الذكرى أمدا طويلا. فنفسه الرحيمة كأنها خالدة في عالم الأحياء.

و إن فسرنا الأثر ببقية العمر فظاهره أن الأجل يمتد بصلة الرحم؛ و ذلك يعارض قوله تعالى: وَ لَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذا جاءَ أَجَلُها[4]، فالجواب أن الأجل محدد بالنسبة إلى كل سبب من أسبابه. فإذا فرضنا أن الشخص حدد له ستون عاما إن وصل رحمه و أربعون إن قطعها؛ فإذا وصلها زاد اللّه في عمره الذي حدد له إذا لم يصل.


[1] - سورة الطلاق، الآية: 2، 3.

[2] - سورة الطلاق، الآية: 4.

[3] - سورة الأعراف، الآية: 96.

[4] - سورة المنافقون، الآية: 11.

نام کتاب : الأدب النبوي نویسنده : الخولي، محمد عبد العزيز    جلد : 1  صفحه : 114
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست