و قيل: كان الحلّاج فى بدايته يلبس مرّات المسوح و مرّات الثوب و
مرّات الشاشية و أوّل سفره عن بلده الى البصرة و كان عمره ثمانى عشرة سنة و تزوّج
و خرج الى مكة و جرى بينه و بين ابى يعقوب النهرجورىّ كلام و قال فى جملة كلامه: و
إن ورد عليك بعض إشارة و رمز فلو لا أن تكون الواردات متّصلة و الأحوال مشتبهة
مشتركه فى المنزلة لما تقابلت الواردات و لا تساوت الحالات و لا علمت الخافيات.
(قال):
اذهب فعندى من الأنباء ما فيه مزدجر، و عن غد يأتيك الخبر. فقال:
يا شيخ قد أعلمنى المعلم بعد أن أخبرنى المخبر. فقال: لا أعلمك
اطّلاعا (إلّا) إذا ثبت لك عن إخبار كان أوّله سماعا. فقال:
يا شيخ أنتج الإخبار شيئا على سبيل الفراسة فلم أثق به حتى اطّلعت مع
الوارد على الامر اطّلاعا و عقدت إخباره على علمى فتقرّب العلمان و تلاقى الخاطران
و تساوى الفهمان. و لكنى أنكر أن يكون الاطّلاع من غير إخبار أقوى و الاستضاءة من
(غير) نظر أضوأ. قال ثم مضى كل