نام کتاب : منهج الرشاد في معرفة المعاد نویسنده : الطالقاني؛ محمد نعيم جلد : 1 صفحه : 258
في
تحرير ما ذكره الشيخ في الشفاء أوّلا في هذا المطلب
وأقول وبالله التوفيق : إنّ تحرير ما ذكره الشيخ في
الشفاء بحيث يتّضح منه المدّعى أن يقال : من المستبين عند العقل السليم أنّ الشيء
والموجود والمحصّل والمثبت وأمثال ذلك أسماء مترادفة على معنى واحد ، وكلّها
بديهيّة التصوّر ، غنيّة عن التحديد والتعريف ، وأنّ معنى الموجود لا يفارق الشيء
، بل يلزمه دائما ، لأنّ الشيء يكون إمّا موجودا في الأعيان أو موجودا في الأذهان
، فإنّه إن لم يكن كذا ، لم يكن شيئا ، وأنّ الشيء هو الذي يمكن أن يخبر عنه ،
وأنّه لا يكون معدوما مطلقا. نعم قد يكون معدوما في الأعيان وموجودا في الأذهان.
وأنّ الخبر دائما ـ كما هو مذهب الشيخ والمنقول عن الفارابي ـ يكون بالحقيقة ،
سواء كان إيجابيّا أو سلبيّا ، عن شيء متحقّق في الذهن وعن الموجود في الخارج
بالعرض ، يعني أنّ الإخبار مطلقا يكون دائما بالذات عن الموجود في النفس ، من حيث
ماهيّته الموجودة في ضمن الوجود الذهني ، لا من حيث تقيّده بوجوده الذهني خاصّة ،
حتى يرد أنّه من هذه الحيثية علم ، لا معلوم ، سواء كان الموجود في النفس من تلك
الحيثيّة المذكورة مشارا به إلى خارج ، حيث كان هناك خارج وواقع مع قطع النظر عن
الوجود في الذهن ، وكان حينئذ الإخبار عن الموجود في الخارج بالعرض ، سواء قلنا
بأنّ الموجود في النفس نفس ماهيّة الشيء الخارجي معرّى عن الوجود الخارجي ، كما هو
مذهب القائلين بوجود الأشياء في أنفسها في الذهن ومنهم الشيخ في مبحث العلم من
الشفاء ، أو قلنا بأنّ الموجود فيها هو شبحه ومثاله ، كما هو مذهب القائلين
بوجودها بأشباحها وصورها في الذهن ، أو لم يكن مشارا به إلى خارج حيث لم يكن هناك
خارج وواقع ، بل كان وجوده في الذهن بمحض الفرض واختراع النفس.
نام کتاب : منهج الرشاد في معرفة المعاد نویسنده : الطالقاني؛ محمد نعيم جلد : 1 صفحه : 258