نام کتاب : منهج الرشاد في معرفة المعاد نویسنده : الطالقاني؛ محمد نعيم جلد : 1 صفحه : 163
في
امور ينبغي التنبيه عليها هنا : [الأمر الأوّل]
منها أنّه قال : في قول الشيخ «ولأنّ المزاج واقع فيه
بين أضداد متنازعة إلى آخره» بهذه العبارة :
وهذا استدلال بوجود المزاج نفسه وبقائه على وجود
النفس ، وهو أنّ المزاج كما مرّ إنّما يحدث بين اسطقسات متضادّة متنازعة إلى
الانفكاك لاختلاف ميولها وإلى امكنتها ، فهو محتاج أوّلا إلى شيء يجمعها بالقسر
حتّى تمتزج وتلتئم بعد الاجتماع ، ثمّ تتفاعل ، فيحدث بعد ذلك المزاج ، وإلى شيء
يحفظ الاسطقسات بالقسر مجتمعة ليبقى المزاج موجودا ، وإلّا تفرّقت بحسب طبائعها
فانعدم المزاج ، فالمزاج المستمرّ الوجود محتاج إلى جامع وحافظ ، أحدهما سبب وجوده
والثاني سبب بقائه ، وهما متقدّمان على الالتيام المتقدّم على المزاج ، وهذا هو
المراد من قوله : «وكيف وعلّة الالتيام وحافظه قبل الالتيام فكيف لا يكون قبل ما
بعده» أي وكيف وعلّة الالتيام وحافظه تكون ما قبل الالتيام المستمرّ الوجود ، فكيف
لا يكونان قبل المزاج الباقي الذي هو بعد الالتيام ، وهذا الالتيام يتداعى إلى
الانفكاك عند لحوق الجامع أو الحافظ وهن بالأمراض المنهكة أو عدم بالموت لارتفاع
المعلول عند ارتفاع العلّة. وهذا استدلال مؤكّد للذي قبله باعتبار المشاهدة ، فإذن
هناك شيء هو الجامع والحافظ للمزاج وهو الشيء الذي صار المركّب به إنسانا. ـ انتهى.
[1]
فيستفاد ممّا ذكره أنّ ذلك الجامع كما أنّه جامع
بالقسر لذوات تلك الاسطقسات ، كذلك هو جامع كذلك للمزاج الذي هو يحدث بعد اجتماعها
وتفاعلها ، وكذلك ذلك