إذ لا سترة في أنّ تلك الحياة والمرزوقيّة والفرح
والاستبشار ، إنّما هي بحسب نفوسهم الباقية ، لا بحسب أبدانهم الداثرة الهالكة ،
وحيث لم يقيّد ذلك بوقت دون وقت فيعلم منه أنّه حاصل لهم في جميع الأوقات بعد
القتل في سبيل الله ، فيلزم منه بقاء نفوسهم بعد خراب أبدانهم أبدا وهو المطلوب.
وقوله تعالى في حال مؤمن آل يس : (قِيلَ
ادْخُلِ الْجَنَّةَ قالَ يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ، بِما غَفَرَ لِي رَبِّي
وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ). [2]
على ما قال المفسّرون ، إنّ قومه قتلوه فأدخله الله
الجنّة وهو حيّ فيها يرزق.
وأمّا دلالة السنّة ، فلما رواه الشيخ الصدوق ابن
بابويه (عليه الرحمة) في الفقيه عن الصادق عليهالسلام ، انّه
قال : إذا قبضت الروح فهي مظلّة فوق الجسد روح المؤمن وغيره ينظر إلى كلّ شيء يصنع
به فإذا كفّن ووضع على السرير وحمل على أعناق الرجال عادت الروح إليه ، ودخلت فيه
فيمدّ له في بصره فينظر إلى موضعه من الجنّة ، أو من النار فينادي بأعلى صوته إن
كان من أهل الجنّة : عجّلوني ، عجّلوني ، وإن كان من أهل النار : ردّوني ،