و الذكر
الحكيم متواتر من طرقنا بجميع آياته و كلماته و سائر حروفه و حركاته و سكناته
تواترا قطعيّا عن أئمّة الهدى من أهل البيت عليهم السّلام، لا يرتاب في ذلك إلّا
معتوه، و أئمّة أهل البيت كلّهم أجمعون رفعوه إلى جدّهم الرسول صلّى اللّه عليه و
اله عن اللّه تعالى، و هذا أيضا ممّا لا ريب فيه ...[1]
18-
و قال السيّد محسن الأمين العاملي (ت 1371)
-
ردّا على ابن حزم و أذنابه كصادق الرافعي و أمثاله في افترائهم القول بالتحريف على
الشيعة-: لا يقول أحد من الإمامية، لا قديما و لا حديثا أنّ القرآن مزيد فيه قليل
أو كثير، فضلا عن كلّهم. بل كلّهم متّفقون على عدم الزيادة. و من يعتدّ بقوله من
محقّقيهم متّفقون على أنّه لم ينقص منه ...
و
من نسب إليهم خلاف ذلك فهو كاذب مفتر مجترئ على اللّه و رسوله ...[2]
و
هكذا تجده رحمه اللّه في كتابه «الشيعة و المنار» يرفض التهم التي وجّهها صاحب
المنار إلى الشيعة و نصب لهم العداء العارم من غير مبالاة، منها تهمة القول
بالتحريف.[3]
19-
و قال العلّامة الأميني- ردّا على افتراءات ابن حزم
-:
... لكن القارئ إذا فحص و نقّب لا يجد في طليعة الإمامية إلّا نفاة هذه الفرية ...
هؤلاء أعلام الإمامية و حملة علومهم الكالئين لنواميسهم و عقائدهم قديما و حديثا
يوقفونك على مين الرجل فيما يقول، و هذه فرق الشيعة و في مقدّمهم الإمامية مجمعة
على أنّ ما بين الدفّتين هو ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه. و هو المحكوم بإحكامه ليس
إلّا.
و
إن دارت بين شدقي أحد من الشيعة كلمة التحريف فهو يريد التأويل بالباطل بتحريف
الكلم عن مواضعه، لا الزيادة و النقيصة، و لا تبديل حرف بحرف، كما يقول التحريف
بهذا المعنى هو و قومه و يرمون به الشيعة.[4]