(أي إجماع
الشيعة الإمامية). و من ذهب منهم أو من غيرهم من فرق المسلمين إلى وجود نقص فيه أو
تحريف فهو مخطئ نصّ الكتاب العظيم
«إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ»[1] و الأخبار الواردة من طرقنا أو طرقهم الظاهرة في
نقصه أو تحريفه ضعيفة شاذة، و أخبار آحاد لا تفيد علما و لا عملا، فإمّا أن تؤوّل
بنحو من الاعتبار أو يضرب بها الجدار.[2]
10-
و قال شيخ الإسلام بهاء الملّة و الدين، محمد بن الحسين الحارثي العاملي (ت 1031):
و
الصحيح أنّ القرآن العظيم محفوظ من التحريف، زيادة كانت أو النقصان بنصّ آية الحفظ
من الذكر الحكيم. و ما اشتهر من الإسقاط في مواضع من الكتاب فهو غير معتبر عند
العلماء.[3]
11-
و قال المحدّث العارف المحقّق محمد بن المرتضى المشتهر بالفيض الكاشاني (ت 1090)
في
المقدّمة السادسة التي وضعها قبل التفسير- بعد نقل روايات توهّم وقوع التحريف في
كتاب اللّه- قال: على هذا لم يبق لنا اعتماد بالنصّ الموجود، و قد قال تعالى:
«وَ
إِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ
خَلْفِهِ».[4] و
قال: «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ
لَحافِظُونَ».[5] و
أيضا يتنافى مع روايات العرض على القرآن. فما دلّ على وقوع التحريف مخالف لكتاب
اللّه و تكذيب له. فيجب ردّه و الحكم بفساده أو تأويله.[6]
و
قال في كتابه الذي وضعه في بيان اصول الدين- عند الكلام عن إعجاز القرآن، و
استعراض جملة من روايات تسند التحريف إلى كتاب اللّه- قال: و يرد على هذا كلّه
إشكال، و هو: أنّه على ذلك التقدير لم يبق لنا اعتماد على شيء من القرآن، إذ على
هذا يحتمل كلّ آية منه أن تكون محرّفة و مغيّرة و تكون على خلاف ما أنزله اللّه،
فلم يبق في