نقيب
البصرة، قال ابن حجر: كان من أئمّة الشيعة الكبار،[1]
عن زرّ بن حبيش الكوفي المخضرم من أصحاب علي عليه السّلام ذا مكانة سامية يتقدّم
الجميع كما قال عاصم[2] عن ابيّ
بن كعب الصحابي الجليل سيّد القرّاء و من النفر الذين ثبتوا مع علي عليه السّلام
يوم السقيفة.[3]
أمّا
عائشة فكانت بينها و بين عثمان نفرة، و لعلّها أرادت النكاية به و لكنّها في تعبير
لم يحمد عقباه!
15-
دعاء القنوت
و
ممّا ألصقوه بهذا الصحابي الكبير زيادة سورتين في آخر مصحفه، هما: سورتا الخلع و
الحفد. على ما سبق في الجزء الأوّل من كتابنا «التمهيد»، في وصف مصحف أبيّ بن كعب.
و
الظاهر أنّهما دعاء ان كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله قد يقنت بهما في
صلاته- إن صحّت الرواية- فأثبتهما ابيّ في آخر مصحفه، كما هي العادة من ثبت بعض
الدعوات في آخر المصاحف. أمّا كونه معتقدا أنّهما سورتان قرآنيتان فهو احتمال
بعيد، لا سيّما و عدم تناسب نظمهما مع نظم القرآن، الأمر الذي لم يكن يخفى على مثل
ابيّ.
أخرج
أبو عبيد عن ابن سيرين، قال: كتب ابيّ بن كعب في مصحفه فاتحة الكتاب و المعوّذتين
و اللّهمّ إنّا نستعينك و اللّهمّ إيّاك نعبد ... و تركهنّ ابن مسعود، و كتب عثمان
منهنّ فاتحة الكتاب و المعوّذتين.
قال
جلال الدين السيوطي: كتبهما (أي دعائي الخلع و الحفد) في آخر مصحفه.[4]
أمّا
ترك ابن مسعود للجميع، فلأنّه كان يرى من سورة الحمد عدلا للقرآن، و ليست
[3] - راجع: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج 2، ص
51- 52؛ و خصال الصدوق، ص 461، باب 12، رقم 4؛ و مجالس المؤمنين للقاضي، ج 1، ص
232؛ و قاموس الرجال، ج 1، ص 236.