المؤلّف، و
لا ما يضمن شبهة صحّتها، و حتّى لقد شكّ المحقّقون في إمكان نسبة الأناجيل إلى
مؤلّفيها المعروفين، و لعلّه من تشابه الاسم.[1]
و
قد أورد المحقّق العلّامة «فخر الإسلام» تشكيكات فنّيّة و تاريخية في صحّة أسناد
الأناجيل، نقلها عن كافّة قدماء المسيحية في عدد غير محصور، و تكلّم في واحد واحد
من أسناد الأناجيل الأربعة بتفصيل و تحقيق.[2]
يقول
«پاستيس»: هذا العهد الجديد ليس من تصنيف المسيح و لا من تصنيف حوارييه، بل هو من
عمل إنسان مجهول الهويّة، صنّفها و نسبها إلى حواريي عيسى عليه السّلام و أصحابهم.
و
يعقّبه «فخر الإسلام»: إن هذا إلّا كلام حقّ و صدق، و قد أصاب الحقيقة، فنعم ما
قال- و هو من محقّقي فرقة «مانيكيز» من علماء القرن الرابع- إذ لعلّ ذلك الإنسان
المجهول كان من أعداء المسيح و امّه الصدّيقة، حيث فيه من المخازي ما أخزاه اللّه
و أبعده.[3]
تلك
كانت قصّة حياة العهدين طول التاريخ. فكان من المسلّم عدم وجود الأصل، و إنّما
الباقي هو الفرع (التراجم و بعض المتقطّعات من تعاليم دينية سجّلت خلال سرد أحداث
التاريخ) فلم يعد موضوع للتحريف الذي لهج به أصحاب القياس في لزوم تشابه أحداث
الزمن!
مسألة
تشابه الأحداث في الغابر و الحاضر
و
أمّا مسألة تشابه ما بين حوادث الماضي و الحاضر، فهي تعني تشابها في اصول الحياة
العامّة، لا في أساليبها المتخذة، المختلفة حسب اختلاف الجوامع البشرية في طول
الزمان و عرضه، إنّها رهن شرائط و ظروف تتفاوت حسب تفاوت الأوضاع و الأحوال في