قال الإمام
الباقر عليه السّلام: «هذه الكلمة سبّ بالعبرانية، إليه كانوا يذهبون».
قال
الحسين بن علي المغربي:[1] فبحثت عن
ذلك فوجدتهم يقولون: راع على وزن قال- فعلا ماضيا- بمعنى الشرّ و الفساد.
قال
الحجّة البلاغي: و قد تتبّعت العهد القديم العبراني (و كان رحمه اللّه يعرف
العبرية) فوجدت أنّ كلمة «راع»- بفتحة مشالة إلى الألف (راعا) تقريبا- و تسمّى
عندهم قامص، تكون بمعنى الشرّ أو القبيح[2]
و بمعنى الشرّير واحد الأشرار[3] و كما في
ترجمة الأناجيل بالعبرانية.
و
«نا» ضمير المتكلّم، و في العبرانية تبدّل ألفها واوا أو تمال إلى الواو، فتكون
«راعنا»- ممالة إلى الواو- بمعنى شرّيرنا و نحو ذلك.[4]
و
قال الاستاذ عبده: و من تحريف اللسان وليّه في خطابهم للنبي صلّى اللّه عليه و اله
قولهم في التحية «السام عليكم»- و هو بمعنى الموت- يوهمون بذلك أي بفتل اللسان و
جمجمته أنّهم يقولون: «السلام عليكم». و قد ثبت ذلك في الصحيح. و أنّه صلّى اللّه
عليه و اله بعد علمه بذلك كان يجيبهم بقوله «و عليكم» أي كلّ أحد يموت.[5]
تحريف
في عقيدة التثليث
جاء
في رسالة يوحنّا الاولى (أصحاح 5، عدد 6- 10): «هذا هو الذي أتى بماء و دم، يسوع
المسيح. لا بالماء فقط بل بالماء و الدم. و الروح هو الذي يشهد، لأنّ الروح هو
[1] - هو الوزير الموفّق أبو القاسم المغربي من شيوخ
النجاشي. كان أديبا شاعرا فاضلا مترسّلا كثير الفنون، حافظا و كبيرا من العلماء،
عالما بالحساب و الجبر و الهندسة. قال ابن أبي الحديد: و كان غاليا في تعصّبه
لقحطان مع تشيّعه!
توفّي في النصف من رمضان سنة 418
ه ب« ميافارقين»، و كان أوصى بدفن جثمانه في جوار الإمام أمير المؤمنين عليه
السّلام فانتقل إليه. كما أوصى أن يكتب على قبره هذان البيتان:
كنت في سوء الغواية و الجهل
مقيما فحان منّي قدوم
تبت من كلّ مأثم فعسى
يمحى بهذا الحديث ذاك القديم
[2] - كما جاء في الفصل الثاني و الثالث من السفر
الأوّل من العهد القديم.
[3] - كما جاء في الفصل الأوّل من السفر الخامس. و في
64 و 78 من المزامير.