هذه
الآية إشارة الى أنّ أهل العلم الواقعيين يؤمنون بهذا الكتاب إيمانا صادقا عن علم
و يقين، و لا شكّ أنّ الأمر كذلك، فالنابهون العقلاء و أرباب الفضيلة و الكمال، لا
يتردّدون في الإيمان بهذا الكتاب العزيز الذي لا ريب فيه، فور معرفتهم به. و هذا
شأن كلّ حقّ صريح. و هكذا رجّح هذا المعنى العلّامة الطبرسي، قال: و هذا أولى،
لعمومه ... ثم قال: لأنّهم يتدبّرونه و يتفكّرون فيه، فيعلمون بالنظر و الاستدلال
أنّه ليس من قبل البشر[2].
لكن
أبا جعفر الطبري فسّر الآية- ابتداء- بمسلمي أهل الكتاب كعبد اللّه ابن سلام و
نظرائه[3]. و من ثم
زعم بعضهم أنّ الآية مدنية نزلت بعد إسلام هؤلاء[4]
هذا ... و أبو جعفر لم يستند في تفسيره ذلك الى نقل مأثور[5]
و إنما نقل عن قتادة: أنهم أصحاب محمد (صلى اللّه عليه و آله و سلم) السابقين
الأوّلين ممّن وجدوا الإسلام حقيقة ناصعة فاحتضنوها عن معرفة و يقين. فنقله يختلف
عن رأيه هو!*** و استثني منها- أيضا- قوله تعالى: «لَقَدْ
كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ- الى قوله-: وَ
رَبُّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ»[6]
سبع آيات.