تبتدئ
السورة بحمده تعالى، و الحمد هو الثناء الجميل شكرا على جزيل الإنعام. ثمّ الوصف
بربّ العالمين، كأنّه تعليل لطيف لاستحقاق ذلك الحمد الجامع و الثناء الشامل. و
الرّبّ هو المالك الكافل لشئون المربوبين و هم الخلائق أجمعون.
و
هذه الربوبيّة الكافلة الشاملة، ناشئة من مقام رحمته تعالى الواسعة، و هي
الرّحمانيّة العامّة.
و
عن عنايته البالغة بعباده المؤمنين، و هي الرحيميّة الخاصّة.
كما
أنّها (الربوبيّة) تنتهي إلى مالكيّة الأمور بأسرها في يوم الجزاء.
و
إذ كان الأمر كذلك، فأجدر به تعالى أن لا يعبد سواه و لا يستعان بغيره. ثمّ أولى
أن لا تعرض الحوائج إلّا لديه، عزّ شأنه.
هذا
إجمال التفسير، و إليك التفصيل على مسرح الروايات:
الحمد
هو الثناء على جزيل الإنعام، و ليكون شكرا على إفضاله تعالى. و ليس الحمد نفس
الشكر، بل الشكر غايته. فلو قلت: أحمد اللّه شكرا، فقد أثنيت على اللّه أداء لواجب
شكره. فهو من قبيل: ضربته تأديبا.
و
ذكر كثير من المفسّرين، و في مقدّمتهم أبو جعفر الطبري، أنّ الحمد هو الشكر،
أرادوا