النقل، حتّى
لا يتقوّل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ما لم يقل[1].
قلت:
لا شكّ أنّ إسناد حديث إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قبل الإيقان
بصحّة الإسناد إليه، قد يعدّ افتراء عليه- و العياذ باللّه-
[م/
106] و قد قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «كفى بالمرء كذبا أن يحدّث بكلّ ما
سمع»[2].
الكذّابون
على الأئمّة
و
كما كان كذّابون يكذبون على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كذلك كان
كذّابون يكذبون على الأئمّة من عترته الطاهرة:
[م/
107] روى الكشّي بإسناده إلى ابن سنان قال: قال أبو عبد اللّه عليه السّلام: «إنّا
أهل بيت صادقون، لا نخلو من كذّاب يكذب علينا، فيسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس.
كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أصدق البريّة لهجة، و كان مسيلمة
يكذب عليه. و كان أمير المؤمنين عليه السّلام أصدق من برأ اللّه بعد رسول اللّه
صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و كان الذي يكذب عليه و يعمل في تكذيب صدقه بما
يفترى عليه من الكذب، عبد اللّه بن سبا».
ثمّ
ذكر أبو عبد اللّه عليه السّلام الحارث الشامي[3]
و بنانا[4] كانا
يكذبان على عليّ بن الحسين عليه السّلام.
[3] هو: الحارث بن سعيد من أهل دمشق، كان ظاهر التنسّك
و التخشّع و اعتلا بنفسه و أغواه الشيطان، فكان يزعم أنّه يأتيه الوحي و يأتي
بالمعجزات و كان يجئ إلى أهل المسجد فيريهم الأعاجيب، و بلغ خبره عبد الملك فطلبه
فهرب إلى بيت المقدس و اختفى فيه، فلم يزالوا يطلبونه إلى أن قبض عليه و أمر عبد
الملك بصلبه ثمّ أمر بطعنه حتّى مات. ذكره ابن الجوزي في المنتظم في حوادث سنة(
69).( لسان الميزان 2: 151/ 669).
[4] و الصحيح: بيان بن سعيد التبّان النهدي من بني
تميم. ادّعى أنّه قد حلّ في عليّ عليه السّلام جزء إلهي. و كان يتأوّل الآية وَ
هُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَ فِي الْأَرْضِ إِلهٌ( الزخرف 43: 84) بأنّ
إله السماء غير إله الأرض و أنّه أعظم منه. قال الذهبي: إنّ بيانا قال بإلهيّة
عليّ عليه السّلام و أنّ فيه جزءا إلهيّا متّحدا بناسوته. ثمّ من بعده في ابنه
محمّد بن الحنفيّة ثمّ في أبي هاشم ابنه، ثمّ من بعده في نفسه. و قال النوبختي:
كان بيان ادّعى أنّ أبا محمّد علي بن الحسين أوصى إليه.
و هكذا روي عن الإمام الباقر عليه
السّلام قال: كان بيان يكذب على أبي و قال الإمام موسى بن جعفر عليه السّلام: ما
أحد اجترأ أن يتعمّد الكذب علينا إلّا أذاقه اللّه حرّ الحديد، و أنّ بيانا كذب
على عليّ بن الحسين، فأذاقه اللّه حرّ الحديد. أخذه خالد القسري و صلبه ثمّ أحرقه
بالنار هو و أصحابه و هم خمسة عشر رجلا.( قاموس الرجال 2: 400- 405/ 1206).
و هكذا جاء في رواية السبعة:
بيان، بالياء.( رجال الكشّي 2: 577/ 511).