فَأَوَّلُ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ الْأَحَدَ أَوِ الْإِثْنَيْنِ فَإِنْ كَانَ الْأَحَدَ فَأَوَّلُ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ إِمَّا الْإِثْنَيْنِ أَوِ الثَّلَاثَاءَ فَإِنْ كَانَ الْإِثْنَيْنِ فَأَوَّلُ رَبِيعٍ إِمَّا الثَّلَاثَاءَ أَوِ الْأَرْبِعَاءَ وَ كَيْفَ مَا دَارَتِ الْحَالُ عَلَى هَذَا الْحِسَابِ لَا يَكُونُ الْإِثْنَيْنِ ثَانِيَ عَشَرَ وَ ذَكَرَ الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ فِي كِتَابِ الْبُرْهَانِ أَنَّهُ ص تُوُفِّيَ لِلَيْلَتَيْنِ خَلَتَا مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ وَ كَذَا ذَكَرَ الطَّبَرِيُّ عَنِ ابْنِ الْكَلْبِيِّ وَ أَبِي مِخْنَفٍ وَ هَذَا لَا يَبْعُدُ أَنْ كَانَتِ الْأَشْهُرُ الثَّلَاثَةُ الَّتِي قَبْلَهُ نَوَاقِصَ فَتَدَبَّرْهُ وَ ذَكَرَ الْخُوَارِزْمِيُّ أَنَّهُ تُوُفِّيَ ص يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ أَوَّلَ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ وَ هَذَا أَقْرَبُ مِمَّا ذَكَرَهُ الطَّبَرِيُّ وَ الَّذِي تَلَخَّصَ أَنَّهُ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَوْتُهُ فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ أَوْ ثَانِيهِ أَوْ ثَالِثَ عَشْرَةَ أَوْ رَابِعَ عَشْرَةَ أَوْ خَامِسَ عَشْرَةَ لِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ أَنَّ وَقْفَةَ عَرَفَةَ فِي حِجَّةِ الْوَدَاعِ كَانَتْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ انْتَهَى كَلَامُ ذِي النَّسَبَيْنِ.
ذكر آياته و معجزاته الخارقة للعوائد
منها ما ظهر قبل مولده
و منها ما ظهر بعد ذلك فمن ذلك
مَا رُوِيَ أَنَّ أُمَّهُ لَمَّا حَمَلَتْ بِهِ سَمِعَتْ قَائِلًا يَقُولُ إِنَّكِ قَدْ حَمَلْتِ بِسَيِّدِ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ عَلَامَةُ ذَلِكِ أَنَّكِ تَرَيْنَ عِنْدَ وَضْعِهِ نُوراً تُضِيءُ لَهُ قُصُورُ الشَّامِ وَ قِيلَ قُصُورُ بُصْرَى[1] فَإِذَا سَقَطَ إِلَى الْأَرْضِ فَقُولِي أُعِيذُكَ بِالْوَاحِدِ مِنْ شَرِّ كُلِّ حَاسِدٍ وَ سَمِّيهِ مُحَمَّداً فَإِنَّ اسْمَهُ فِي التَّوْرَاةِ أَحْمَدُ يُحَمِّدُهُ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ اسْمَهُ فِي الْقُرْآنِ مُحَمَّدٌ قَالَ فَسَمَّتْهُ بِذَلِكَ.
وَ رَوَى ابْنُ خَالَوَيْهِ فِي كِتَابِ الْآلِ أَنَّ آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبٍ أَمَّ النَّبِيِّ ص رَأَتْ فِي مَنَامِهَا أَنَّهُ يُقَالُ لَهَا إِنَّكِ قَدْ حَمَلْتِ بِخَيْرِ الْبَرِيَّةِ وَ سَيِّدِ الْعَالَمِينَ فَإِذَا وَلَدْتِهِ فَسَمِّيهِ مُحَمَّداً فَإِنَّ اسْمَهُ فِي التَّوْرَاةِ حَامِدٌ وَ فِي الْإِنْجِيلِ أَحْمَدُ وَ عَلِّقِي عَلَيْهِ هَذِهِ التَّمِيمَةَ التَّمِيمَةُ التَّعْوِيذُ قَالَتْ فَانْتَبَهْتُ وَ عِنْدَ رَأْسِي صَحِيفَةٌ مِنْ ذَهَبٍ مَكْتُوبٌ فِيهَا أُعِيذُهُ بِالْوَاحِدِ مِنْ شَرِّ كُلِّ حَاسِدٍ وَ كُلِّ خَلْقٍ مَارِدٍ مِنْ قَائِمٍ وَ قَاعِدٍ عَنِ الْقَبِيلِ [السَّبِيلِ] عَانِدٍ عَلَى الْفَسَادِ جَاهِدٍ يَأْخُذُ بِالْمَرَاصِدِ مِنْ طُرُقِ الْمَوَارِدِ أَنْهَاهُمْ عَنْهُ بِاللَّهِ
[1] بصرى- كحبلى-: بلد بالشام.