فصدق الله عليا في دعواه
و شهد له بالإيمان و المهاجرة و الجهاد و زكاه و رفع قدره بما أنزل فيه و أعلاه و
كم له من المزايا التي لم يبلغها أحد سواه.
فأما مواقف جهاده و
مواطن جده و اجتهاده و مقامات جداله بألسنة الأسنة و جلاده فمنها ما كان مع رسول
الله ص و منها ما تولاه على انفراده فمن ذلك ما كان على رأس ثمانية عشر شهرا من
قدومه المدينة و عمره إذ ذاك سبع و عشرون سنة
غزوة بدر
التي هدت قوى الشرك و
قذفت طواغيته في قليب الهلك و بينت الفرق بين الحق و الإفك و دوخت مردة الكفار و
سقتهم كاسات الدمار و البوار و نقلتهم من القليب إلى النار فيومها اليوم الذي لم
يأت الدهر بمثله و فضل الله فيه من أحسن فضله أنزل الله فيه الملائكة لنصر رسوله ص
تفضيلا له على جميع رسله و خصه فيه من إعلاء قدره بما لم ينله أحد من قبله و غادر
صناديد قريش فرائس أسره و قتله و جزر شبا سنانه و حد نصله و جبرئيل ينادي أقدم
حيزوم[2] لإظهار دينه
على الدين كله و علي فارس تلك الملحمة فما تعد الأسد الغضاب بشسع نعله و مسعر تلك
الحرب العوان ينصب على الأعداء انصباب السحاب و وبله و نار سطوته و بأسه تتسعر
تسعر النار في دقيق الغضا و جزله.