نام کتاب : الفروق في اللغة نویسنده : أبو هلال العسكري جلد : 1 صفحه : 254
غره فضيع ماله و أهلك نفسه، و الغرور قد يسمى خدعا، و الخدع
يسمى غرورا على التوسع و الأصل ما قلناه، و أصل الغرور الغفلة، و الغر الذي لم
يجرب الأمور يرجع الى هذا فكأن الغرور يوقع المغرور فيما هو غافل عنه من الضرر، و
الخدع مرجع يستر عنه وجه الأمر.
(الفرق) بين الكيد و المكر
أن المكر مثل الكيد في
أنه لا يكون الا مع تدبر و فكر الا أن الكيد أقوى من المكر، و الشاهد أنه يتعدى
بنفسه و المكر يتعدى بحرف فيقال كاده يكيده و مكر به و لا يقال مكره و الذي يتعدى
بنفسه أقوى، و المكر أيضا تقدير ضرر الغير من أن يفعل به ألا ترى أنه لو قال له
أقدر أن أفعل بك كذا لم يكن ذلك مكرا و انما يكون مكرا اذا لم يعلمه به، و الكيد
اسم لايقاع المكروه بالغير قهرا سواء علم أو لا، و الشاهد قولك فلان يكايدني فسمى
فعله كيدا و إن علم به، و أصل الكيد المشقة، و منه يقال فلان يكيد لنفسه أي يقاسي
المشقة، و منه الكيد لايقاع ما فيه من المشقة و يجوز أن يقال الكيد ما يقرب وقوع
المقصود به من المكروه على ما ذكرناه، و المكر ما يجتمع به المكروه من قولك جارية
ممكورة الخلق أي ملتفة مجتمعة اللحم غير رهلة.
(الفرق) بين الحيلة و المكر
أن من الحيلة ما ليس
بمكر و هو أن يقدر نفع الغير لا من وجهه فيسمى ذلك حيلة مع كونه نفعا، و المكر لا
يكون نفعا. و فرق آخر و هو أن المكر بقدر ضرر الغير من غير أن يعلم به و سواء كان
من وجهه أولا، و الحيلة لا تكون الا من غير وجهه، و سمى الله تعالى ما توعد به
الكفار مكرا في قوله تعالى (فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا
الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ) و ذلك أن الماكر ينزل المكروه بالممكور به من حيث لا يعلم
فلما كان هذا سبيل ما توعدهم به من العذاب سماه مكرا، و يجوز أن يقال سماه مكرا
لأنه دبره و أرسله في وقته، و المكر في اللغة التدبير على العدو فلما كان أصلهما
واحدا قام أحدهما مقام الآخر، و أصل المكر في اللغة الفتل و منه قيل جارية ممكورة
أي ملتفة البدن و انما سميت الحيلة مكرا
نام کتاب : الفروق في اللغة نویسنده : أبو هلال العسكري جلد : 1 صفحه : 254