responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفروق في اللغة نویسنده : أبو هلال العسكري    جلد : 1  صفحه : 211

تقول حمله ذلك.

(الفرق) بين‌ الابتلاء و الاختبار

أن الابتلاء لا يكون الا بتحميل المكاره و المشاق. و الاختبار يكون بذلك و بفعل المحبوب ألا ترى أنه يقال اختبره بالانعام عليه و لا يقال ابتلاه بذلك و لا هو مبتلي بالنعمة كما قد يقال اختبره بالانعام عليه و لا تقول ابتلاه بذلك و لا هو مبتلي بالنعمة كما قد يقال انه مختبر بها، و يجوز أن يقال ان الابتلاء يقتضي استخراج ما عند المبتلي من الطاعة و المعصية، و الاختبار يقتضي وقوع الخبر بحاله في ذلك و الخبر العلم الذي يقع بكنه الشي‌ء و حقيقته فالفرق بينهما بين.

(الفرق) بين‌ الفتنة و الاختبار

أن الفتنة أشد الاختبار و أبلغه، و أصله عرض الذهب على النار لتبين صلاحه من فساده و منه قوله تعالى‌ (يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ) و يكون في الخير و الشر أ لا تسمع قوله تعالى‌ (أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَ أَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ)^ و قال تعالى‌ (لَأَسْقَيْناهُمْ‌[1] ماءً غَدَقاً لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ) فجعل النعمة فتنة لأنه قصد بها المبالغة في اختبار المنعم عليه بها كالذهب اذا أريد المبالغة في تعرف حاله فيراني أدخل النار، و الله تعالى لا يختبر العبد لتغيير حاله في الخير و الشر و انما المراد بذلك شدة التكليف.

(الفرق) بين‌ الاختبار و التجريب‌

أن التجريب هو تكرير الاختبار و الاكثار منه و يدل على هذا أن التفعيل هو للمبالغة و التكرير، و أصله من قولك جربه اذا داواه من الجرب فنظر أصلح حاله أم لا و مثله قرد البعير اذا نزع عنه القردان و قرع الفصيل اذا داواه من القرع و هو داء معروف و لا يقال ان الله تعالى يجرب قياسا على قولهم يختبر و يبتلي لأن ذلك مجاز و المجاز لا يقاس عليه.


[1] في النسخ« و أسقيناهم».

نام کتاب : الفروق في اللغة نویسنده : أبو هلال العسكري    جلد : 1  صفحه : 211
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست