نام کتاب : الفروق في اللغة نویسنده : أبو هلال العسكري جلد : 1 صفحه : 206
من الضرر العاجل و لا يقال هو فلاحه لأنه ليس بنفع يناله و
يقال أيضا لكل من عقل و حزم و تكاملت فيه خلال الخير قد أفلح و لا يقال صلح الا
اذا تغير الى استقامة الحال، و الفلاح لا يفيد التغيير و يجوز أن يقال الصلاح وضع
الشيء على صفة ينتفع به سواء انتفع أو لا، و لهذا يقال أصلحنا أمر فلان فلم ينتفع
بذلك فهو كالنفع في أنه يجوز أن لا ينتفع به، و يقال فلان يصلح للقضاء و يصلح أمره
و لا يستعمل الفلاح في ذلك.
و مما يجري مع هذا
(الفرق) بين التسديد و التقويم
أن التسديد هو التوجيه
للصواب فيقال سدد السهم اذا وجهه وجه الصواب، و التقويم ازالة الاعوجاج كتقويم
الرمح و القدح ثم يستعار فيقال قوم العمل فالمسدد المقوم لسبب الصلاح، و التسديد
يكون في السبب المولد كتسديد السهم للاصابة، و يكون في السبب المؤدي كاللطف الذي
يؤدي الى الطاعة، و السبب على وجهين مولد و مؤد، فالمولد هو الذي لا يقع السبب الا
به لنقص القادر عن فعله دونه، و المؤدي هو الداعي الى الفعل دعاء الترغيب و
الترهيب و التسديد من أكبر الأسباب لأنه يكون في المولد و المؤدي و التسديد للحق
لا يكون الا مع طلب الحق فأما مع الاعراض عنه و التشاغل بغيره فلا يصح و الاصلاح
تقويم الأمر على ما تدعو اليه الحكمة.
(الفرق) بين الرُشْد و الرَشَد
قال أبو عمرو بن العلاء
الرشد الصلاح قال الله تعالى (فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا
إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ) و الرشد الاستقامة في الدين و منه قوله تعالى (أَنْ
تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً) و قيل هما لغتان مثل العدم و العدم.
و مما يجري مع ذلك
(الفرق) بين الإحكام و الإتقان
أن اتقان الشيء اصلاحه
و أصله من
نام کتاب : الفروق في اللغة نویسنده : أبو هلال العسكري جلد : 1 صفحه : 206