نام کتاب : الفروق في اللغة نویسنده : أبو هلال العسكري جلد : 1 صفحه : 178
صفة الحمد، و الأجل بما ليس فوقه من هو أجل منه، و أما الأجل
من ملوك الدنيا فهو الذي ينفرد في الزمان بأعلى مراتب الجلالة، و الجلال اذا أطلق
كان مخصوصا بعظم الشأن و يقال حكم جليلة للنفع بها و يوصف المال الكثير بأنه جليل
و لا يوصف الرمل الكثير بذلك لما كان من عظم النفع في المال، و سميت الجلة جلة
لعظمها و المجلة الصحيفة سميت بذلك لما فيها من عظم الحكم و العهود.
(الفرق) بين الجلالة و الهيبة
أن الجلالة ما ذكرناه، و
الهيبة خوف الاقدام على الشيء فلا يوصف الله بأنه يهاب كما لا يوصف بأنه لا يقدم
عليه لأن الاقدام هو الهجوم[1] من قدام فلا
يوصف الله تعالى بأن له قداما و وراء، و الهيبة هو أن يعظم في الصدور فيترك الهجوم
عليه.
(الفرق)[2] بين الصفة
منه عز و جل بأنه علي و بين الصفة للسيد من العباد
بأنه رفيع أن الصفة بعلي
منقولة الى علم إنسان بالقهر و الاقتدار و منه (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا
فِي الْأَرْضِ) أي قهر أهلها و قوله تعالى (وَ لَعَلا
بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ) فقيل لله تعالى علي من هذا الوجه، و معناه أنه
الجليل بما يستحق من ارتفاع الصفات، و الصفة بالرفيع يتصرف من علو المكان و قد
ذكرنا أن في المصرف معنى ما صرف منه فلهذا لا يقال الله رفيع، و الأصل في الارتفاع
زوال الشيء عن موضعه الى فوق، و لهذا يقال ارتفع الشيء بمعنى زال و ذهب، و العلو
لا يقتضي الزوال عن أسفل و لهذا يقال ارتفع الشيء و ان ارتفع قليلا لأنه زال عن
موضعه الى فوق و لا يقال علا اذا ارتفع قليلا، و يجوز أن يقال الصفة برفيع لا تجوز
على الله تعالى لأن الارتفاع يقتضي الزوال فأما قوله تعالى (رَفِيعُ
الدَّرَجاتِ) فهو كقوله كثير الاحسان في أن الصفة للثاني في الحقيقة.
(الفرق) بين الصعود و الارتفاع
أن الصعود مقصور على
الارتفاع في المكان و لا يستعمل في غيره و يقال صعد في السلم و الدرجة و لا يقال