نام کتاب : الفروق في اللغة نویسنده : أبو هلال العسكري جلد : 1 صفحه : 149
المثل و لهذا قال الله تعالى (لَيْسَ كَمِثْلِهِ
شَيْءٌ) فأدخل الكاف على المثل و هما الاسمان اللذان جعلا للمماثلة فنفى بهما
الشبه عن نفسه فأكد النفي بذلك.
(الفرق) بين العِدل و العَدل
أن العدل بالكسر المثل
تقول عندي عدل جاريتك فلا يكون الا على جارية مثلها، و العدل من قولك عندي عدل
جاريتك فيكون على قيمتها من الثمن و منه قوله تعالى (أَوْ عَدْلُ ذلِكَ
صِياماً).
(الفرق) بين المساواة و المماثلة
أن المساواة تكون في
المقدارين اللذين لا يزيد أحدهما على الآخر و لا ينقص عنه و التساوي التكافؤ في
المقدار، و المماثلة هي أن يسد أحد الشيئين مسد الآخر كالسوادين.
(الفرق) بين كاف التشبيه و
بين المثل
أن الشيء يشبه بالشيء
من وجه واحد لا يكون مثله في الحقيقة الا اذا أشبهه من جميع الوجوه لذاته فكأن
الله تعالى لما قال (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) أفاد أنه لا شبه له و
لا مثل و لو كان قوله تعالى (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) نفيا أن يكون
لمثله مثيل لكان قولنا ليس كمثل زيد رجل مناقضة لأن زيدا مثل من هو مثله و التشبيه
بالكاف يفيد تشبيه الصفات بعضها ببعض و بالمثل يفيد تشبيه الذوات بعضها ببعض[1] تقول ليس
كزيد رجل أي في بعض صفاته لأن كل أحد مثله في الذات، و فلان كالأسد أي في الشجاعة
دون الهيئة و غيرها من صفاته و تقول السواد عرض كالبياض و لا تقول مثل البياض.
(الفرق) بين الاستواء و الاستقامة
أن الاستواء هو تماثل
أبعاض الشيء و اشتقاقه من السي و هو المثل كأن بعضه سي بعض أي مثله، و نقيضه
التفاوت و هو أن يكون بعض الشيء طويلا و بعضه قصيرا و بعضه تاما و بعضه ناقصا. و
الاستقامة الاستمرار على سنن واحد و نقيضها
[1] هذه الجملة ساقطة من الأصل، و التصويب من
السكندرية.
نام کتاب : الفروق في اللغة نویسنده : أبو هلال العسكري جلد : 1 صفحه : 149