نام کتاب : الفروق في اللغة نویسنده : أبو هلال العسكري جلد : 1 صفحه : 112
الخلود مضمر بمعنى في كذا و لهذا يقال خلده في الحبس و في
الديوان، و من أجله قيل للاثافي خوالد فاذا زالت لم تكن خوالد، و يقال للّه تعالى
دائم الوجود و لا يقال خالد الوجود.
(الفرق) بين القديم و الباقي
و المتقدم أن الباقي هو
الموجود لا عن حدوث في حال وصفه بذلك، و القديم ما لم يزل كائنا موجودا على ما ذكرنا
و أنت تقول سأبقي هذا المتاع لنفسي و لا تقول سأقدمه و استبقيت الشيء و لا تقول
استقدمته، و قال قوم القديم في اللغة مبالغة في الوصف بالتقدم في الوجود و كلما
تقدم وجوده حتى سمي قديما فذلك حقيقة فيه، و قال من يرد ذلك لو كان القدم يستفاد
لجاز أن تقول لما علمته سيبقى طويلا انه سيقدم كما تقول انه سيبقى، و في بطلان ذلك
دلالة على أنه في المحدث توسع و المتقدم خلاف المتأخر و التقدم حصول الشيء قدام
الشيء و منه القدوم لتقدمها في العمل و قيل لمضيها في العمل لا تنثني فتوبع لها
في الصفة كالمتقدم في الأمر، و منه القدم لأنك تتقدم بها في المكان في المشي، و
السابقة في الخير و الشر قدم و في القرآن (قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ) و قوادم الريش
العشر المتقدمات و يقال قدم العهد و قدم البلى أي طال و كل ما يقدم فهو قديم و قدم
و
في الحديث «حتى يضع
الجبار فيها قدمه».
أي في النار يريد من سلف
في علمه أنه عاص، و يجوز أن يكون من سلف بعصيانه، و القديم على الحقيقة هو الذي لا
أول لحدوثه.
(الفرق) بين قولنا الأول و بين قولنا قبل و بين قولنا آخر و قولنا بعد
أن الأول هو من جملة ما
هو أوله و كذلك الآخر من جملة ما هو آخره و ليس كذلك ما يتعلق بقبل و بعد و ذلك
أنك اذا قلت زيد أول من جاءني من بني تميم و آخره أوجب ذلك أن يكون زيد من بني
تميم و اذا قلت جاءني زيد قبل بني تميم أو بعدهم لم يجب أن يكون زيد منهم فعلى هذا
يجب أن يكون قولنا الله أول الأشياء في الوجود و آخرها أن يكون الله من الأشياء، و
قولنا إنه قبلها أو بعدها لم يوجب أنه منها و لا أنه شيء
نام کتاب : الفروق في اللغة نویسنده : أبو هلال العسكري جلد : 1 صفحه : 112