و قال بعضهم لرجل كيف
أصبحت فقال أصبحت و الله في غفلة من الموت مع ذنوب قد أحاطت بي و أجل مسرع أقدم
على هول لا أدري ما أقتحم فمن أسوأ حالا مني و أعظم خطرا ثم بكى.
و دخل أبو العتاهية
على أبي نواس في مرضه الذي مات فيه فقال كيف تجد نفسك فقال أبو نواس شعرا-
دب في الفنا سفلا و علوا
و أراني أموت عضوا فعضوا
ذهبت جدتي بطاعة نفسي
فتذكرت طاعة الله نضوا
ليس من ساعة مضت بي إلا
نقصتني بمرها لي جزوا
قد أسأت كل الإساءة فاللهم
صفحا عنا و عفوا عفوا.
و قال آخر
يمد المنى للمرء آمال نفسه
و سهم الردى من لحظ عينيه قد نزع
لمن يجمع المال البخيل و قد أرى
مصارع من كان بالأمس قد جمع
الباب الثامن في قصر
الأعمار و سرعة انقضائها و ترك الاعتزاز بها
و جاء في قوله تعالى أَ وَ لَمْ
نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ أنها معاتبة لابن
الأربعين و قيل لابن ثمانية عشر- وَ جاءَكُمُ النَّذِيرُ الشيب و في قوله وَ قَدْ
بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا جاوزت الستين.