البخل لا يبقيها و لقد أحسن من قال شعرا-
إذا جادت الدنيا عليك فجد بها
على الناس طرا قبل أن تتفلت
فلا الجود يفنيها إذا هي أقبلت
و لا البخل يبقيها إذا هي ولت
وَ رُوِيَ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ لِكُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ يَا كُمَيْلُ مُرْ أَهْلَكَ أَنْ يَرُوحُوا فِي الْمَكَارِمِ وَ يُدْلِجُوا فِي حَاجَةِ مَنْ هُوَ نَائِمٌ فَوَ الَّذِي وَسِعَ سَمْعُهُ الْأَصْوَاتَ مَا مِنْ أَحَدٍ أَوْدَعَ قَلْباً سُرُوراً إِلَّا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ السُّرُورِ لُطْفاً إِذَا نَابَتْهُ نَائِبَةٌ انْحَدَرَ عَلَيْهَا كَالسَّيْلِ فِي انْحِدَارِهِ فَيَطْرُدُهَا كَمَا يَطْرُدُ غَرَائِبَ الْإِبِلِ.
وَ قَالَ ع تَنَفَّسُوا إِلَى الْمَكَارِمِ وَ سَارِعُوا إِلَى الْغَنَائِمِ وَ اعْلَمُوا أَنَّ حَوَائِجَ النَّاسِ إِلَيْكُمْ مِنْ نِعْمَتِهِ تَعَالَى عَلَيْكُمْ وَ أَجْوَدَ النَّاسِ مَنْ يُعْطِي مَنْ لَا يَرْجُوهُ وَ مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ اثْنَتَيْنِ وَ سَبْعِينَ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا وَ اثْنَتَيْنِ وَ سَبْعِينَ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الْآخِرَةِ وَ مَنْ أَحْسَنَ أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْهِ وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ^.
وَ قَالَ ع مَنْ تَيَقَّنَ أَنَّ اللَّهَ مُخَلِّفٌ مَا يُنْفِقُهُ لَمْ يُمْسِكْ عَنِ الْإِنْفَاقِ.
وَ رُوِيَ أَنَّ الشَّمْسَ كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ عَلَى قَرْنَيْ مَلَكٍ يُنَادِي اللَّهُمَّ عَجِّلْ لِكُلِّ مُنْفِقٍ خلقا [خَلَفاً] وَ لِكُلِّ مُمْسِكٍ تَلَفاً.
وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَنْ أَكْرَمَ الضَّيْفَ فَقَدْ أَكْرَمَ سَبْعِينَ نَبِيّاً وَ مَنْ أَنْفَقَ عَلَى الضَّيْفِ دِرْهَماً فَكَأَنَّمَا أَنْفَقَ أَلْفَ أَلْفِ دِينَارٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى.
وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع أَ تَدْرِي مَا الشَّحِيحُ قُلْتُ هُوَ الْبَخِيلُ قَالَ الشَّحِيحُ هُوَ أَشَدُّ مِنَ الْبَخِيلِ لِأَنَّ الْبَخِيلَ يَبْخَلُ بِمَا فِي يَدَيْهِ وَ الشَّحِيحَ عَلَى مَا فِي أَيْدِي النَّاسِ وَ عَلَى مَا فِي يَدَيْهِ حَتَّى لَا يَرَى فِي يَدَيِ النَّاسِ شَيْئاً إِلَّا تَمَنَّى أَنْ يَكُونَ لَهُ بِالْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ وَ لَا يَشْبَعُ وَ لَا يَقْنَعُ بِمَا رَزَقَهُ اللَّهُ و للبخيل ثلاث علامات يخاف من الجوع و يخاف من سائل يأتيه و يرحب باللسان مع إخوان الخير و للسخي ثلاث علامات العفو بعد القدرة و إخراج الزكاة و حب الصدقات.
وَ قَالَ النَّبِيُّ ص لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْجَنَّةَ قَالَتْ يَا رَبِّ لِمَنْ خَلَقْتَنِي قَالَ لِكُلِّ سَخِيٍّ تَقِيٍّ قَالَتْ رَضِيتُ يَا رَبِّ.
وَ قِيلَ إِنَّ رَجُلًا سَأَلَ الصَّادِقَ ع فَقَالَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا حَدُّ التَّدْبِيرِ وَ التَّبْذِيرِ وَ التَّقْتِيرِ فَقَالَ التَّبْذِيرُ أَنْ تَتَصَدَّقَ بِجَمِيعِ مَالِكَ وَ التَّدْبِيرُ أَنْ تُنْفِقَ بَعْضَهُ وَ التَّقْتِيرُ أَنْ لَا تُنْفِقَ مِنْ مَالِكَ شَيْئاً-