و الحاسد إذا رأى نعمة
بهت و إذا رأى عثرة شمت و ينبغي لمن أراد السلامة من الحاسد أن يكتم عنه نعمته و
أعظم الأخلاق المذمومة الحسد و الغيبة و الكذب و إذا كان الحاسد همه نشر خصائل
المحسود فإنه ينشر فضائله من حيث لا يعلم و لقد أحسن الشاعر في قوله شعرا-
و إذا كان النبي ص و
أمير المؤمنين ع قد شهدا بأن الحسد يأكل الإيمان و الحسنات فأي شيء يبقى مع العبد
بعد ذهاب الإيمان و الحسنات فتحرزوا منه تستريح قلوبكم و أبدانكم من التعب و الإثم
و لقد سرني أني مثلت في نفسي أن عقلي لو تحول إلى رأس غيري لم أحسده إذ قد فات
الأمر في ذلك و لم يبق إلا الصبر و الاحتساب و أن الحزن و الحسد بعد فوات ذلك
مصيبة ثانية فتمثلوا رحمكم الله آخر الأمر تستريحوا و تفوزوا فالعاقل يحسب آخر
الأمور فيقف عندها و لا يتجاوزها و متى كان الغالب على القلب الفكر و على اللسان
الذكر فإن العبد لا يتخلى مع ذلك لحسد و لا لشيء من المعاصي و غيرها إن الذكر و
الفكر سيف قاطع لكل شيطان من الجن و الإنس و جنة واقية من الغفلة و خير الذكر
الخفي
الباب الحادي و
الأربعون في الفراسة بنور الله تعالى
قال الله تعالى- إِنَّ فِي
ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ قيل المتفرسون