responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إرشاد القلوب إلى الصواب نویسنده : الديلمي، حسن بن محمد    جلد : 1  صفحه : 130

رَجُلًا عِنْدَ الْعَرْشِ فَغَبَطَهُ وَ قَالَ يَا رَبِّ بِمَ نَالَ هَذَا مَا هُوَ فِيهِ مِنْ صُنْعِهِ تَحْتَ ظِلَالِ عَرْشِكَ فَقَالَ إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَحْسُدُ النَّاسَ.

و الحاسد إذا رأى نعمة بهت و إذا رأى عثرة شمت و ينبغي لمن أراد السلامة من الحاسد أن يكتم عنه نعمته و أعظم الأخلاق المذمومة الحسد و الغيبة و الكذب و إذا كان الحاسد همه نشر خصائل المحسود فإنه ينشر فضائله من حيث لا يعلم و لقد أحسن الشاعر في قوله شعرا-

و إذا أراد الله نشر فضيلة

طويت أتاح لها لسان حسود

و لقد أحسن الشاعر أيضا-

و كيف يرجى ود حسود نعمة

إذا كان لا يرضيه إلا زوالها

قَالَ النَّبِيُّ ص‌ الْحَسَدُ يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ فَلَا تَحَاسَدُوا.

وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع‌ وَ لَا تَحَاسَدُوا فَإِنَّ الْحَسَدَ يَأْكُلُ الْإِيمَانَ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ.

و إذا كان النبي ص و أمير المؤمنين ع قد شهدا بأن الحسد يأكل الإيمان و الحسنات فأي شي‌ء يبقى مع العبد بعد ذهاب الإيمان و الحسنات فتحرزوا منه تستريح قلوبكم و أبدانكم من التعب و الإثم و لقد سرني أني مثلت في نفسي أن عقلي لو تحول إلى رأس غيري لم أحسده إذ قد فات الأمر في ذلك و لم يبق إلا الصبر و الاحتساب و أن الحزن و الحسد بعد فوات ذلك مصيبة ثانية فتمثلوا رحمكم الله آخر الأمر تستريحوا و تفوزوا فالعاقل يحسب آخر الأمور فيقف عندها و لا يتجاوزها و متى كان الغالب على القلب الفكر و على اللسان الذكر فإن العبد لا يتخلى مع ذلك لحسد و لا لشي‌ء من المعاصي و غيرها إن الذكر و الفكر سيف قاطع لكل شيطان من الجن و الإنس و جنة واقية من الغفلة و خير الذكر الخفي‌

الباب الحادي و الأربعون في الفراسة بنور الله تعالى‌

قال الله تعالى- إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ‌ قيل المتفرسون‌

قَالَ النَّبِيُّ ص‌ اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ.

يعني وهبه الله له‌

نام کتاب : إرشاد القلوب إلى الصواب نویسنده : الديلمي، حسن بن محمد    جلد : 1  صفحه : 130
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست