responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إرشاد القلوب إلى الصواب نویسنده : الديلمي، حسن بن محمد    جلد : 1  صفحه : 128

الْأَرْضِ إِلَى عُلُوِّ الْعَرْشِ وَ مَنْ صَبَرَ عَنِ الْمَعْصِيَةِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ تِسْعَمِائَةِ دَرَجَةٍ مَا بَيْنَ الدَّرَجَةِ إِلَى الدَّرَجَةِ كَمَا بَيْنَ تُخُومِ الْأَرْضِ إِلَى الْعَرْشِ.

الباب التاسع و الثلاثون في المراقبة لله تعالى‌

قال‌ وَ كانَ اللَّهُ عَلى‌ كُلِّ شَيْ‌ءٍ رَقِيباً

وَ قَالَ النَّبِيُّ ص لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ‌ اعْبُدِ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَهُوَ يَرَاكَ.

و هذا إشارة إلى المراقبة لأن المراقبة على العبد باطلاع الرب عليه في كل حالاته و ملاحظة الإنسان لهذا الحال فهو المراقبة و أعظم مصالح العبد استحضاره مع عدد أنفاسه إن الله تعالى عليه رقيب و منه قريب يعلم أفعاله و يرى حركاته و يسمع أقواله و يطلع على أسراره و أنه يتقلب في قبضته و ناصيته و قلبه بيده و أنه لا طاقة له على التستر عنه و لا على الخروج عن سلطانه-

قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ يَا بُنَيَّ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْصِيَ اللَّهَ فَاطْلُبْ مَكَاناً لَا يَرَاكَ.

فيه إشارة منه له أنك لا تجد مكانا لا يراك فيه فلا تعصه و قال تعالى‌ وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ‌ و كان بعض العلماء يرفع شابا على تلاميذه كلهم فلاموه في ذلك فأعطى كل واحد منهم طيرا و قال اذبحه في مكان لا يراك فيه أحد فجاءوا كلهم بطيورهم و قد ذبحوها فجاء الشاب بطيره و هو غير مذبوح فقال له لم لا تذبحه فقال لقولك لا تذبحه إلا في موضع لا يراك فيه أحد و لا يكون مكانا إلا يراني فيه الواحد الأحد الفرد الصمد فقال له أحسنت ثم قال لهم لهذا رفعته عليكم و ميزته منكم و من علامات المراقبة إيثار ما آثر الله و تعظيم ما أعظم الله و تصغير ما صغر الله فالرجاء يحثك على الطاعات- و الخوف يبعدك عن المعاصي و المراقبة تؤدي إلى طريق الحياء و تحمل من ملازمة الحقائق و المحاسبة على الدقائق و أفضل الطاعات مراقبة الحق سبحانه و تعالى على دوام الأوقات و من سعادة المرء أن يلزم نفسه المحاسبة و المراقبة و سياسة نفسه باطلاع الله و مشاهدته لها و أنها لا تغيب عن نظره و لا يخرج عن علمه و ينبغي للواعظ غيره أن يعظ نفسه قبلهم و لا يغره اجتماع الناس عليه و الاستماع منه فإنهم يراقبون ظاهره و الله شهيد على ما في باطنه‌

و روي‌ أن‌

نام کتاب : إرشاد القلوب إلى الصواب نویسنده : الديلمي، حسن بن محمد    جلد : 1  صفحه : 128
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست