responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إرشاد القلوب إلى الصواب نویسنده : الديلمي، حسن بن محمد    جلد : 1  صفحه : 120

طَاعَتِكَ فَلَكَ الْحَمْدُ حَتَّى تَرْضَى وَ بَعْدَ الرِّضَا ثُمَّ بَكَى بُكَاءً عَالِياً فَقَالَ دَاوُدُ لِابْنِهِ سُلَيْمَانَ يَا بُنَيَّ يَحِقُّ لِمِثْلِ هَذَا الْعَبْدِ الشَّاكِرِ أَنْ يَكُونَ صَاحِبَ الْمَنْزَلَةِ الْكُبْرَى فِي الْجَنَّةِ فَلَمْ أَرَ عَبْداً أَشْكَرَ مِنْ هَذَا.

الباب الخامس و الثلاثون في التوكل على الله‌

قال تعالى‌ وَ عَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ‌ و قال تعالى‌ وَ عَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ‌ و قال تعالى‌ وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ‌ و قال تعالى‌ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ‌ فأعظم مقام موسوم بعظمة الله و بمحبة الله المتوكل عليه لأنه مضمون بكفاية الله لأن من يكن حسبه و كافيه و محبه و مراعيه‌ فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً و قد قال‌ أَ لَيْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ‌ فطالب الكفاية بغيره غير طالب التوكل و مكذب بالآية قال‌ وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ‌ أي عزيز لا يذل من استجار به و لا يذل من لجأ إليه حكيم لا يقصر عن تدبير من اعتصم به و غير من لجأ إلى غيره بقوله‌ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبادٌ أَمْثالُكُمْ‌ يعني عاجزون عن حوائجكم أنتم و هم محتاجون إلى الله تعالى فهو أحق أن تدعوه و كلما ذكر سبحانه من التوكل عليه عنى قطع الملاحظة إلى خلقه و الانقطاع إليه‌

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‌ لَوْ أَنَّ الْعَبْدَ يَتَوَكَّلُ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَجَعَلَهُ كَالطَّيْرِ تَغْدُو خِمَاصاً وَ تَرُوحُ بِطَاناً.

وَ قَالَ: مَنِ انْقَطَعَ إِلَى اللَّهِ كَفَاهُ اللَّهُ كُلَّ مَئُونَةٍ وَ مَنِ انْقَطَعَ إِلَى الدُّنْيَا وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَيْهَا وَ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَرْزُقَهُ اللَّهُ‌ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ‌ فَلْيَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ.

وَ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى دَاوُدَ ع مَا مِنْ عَبْدٍ يَعْتَصِمُ بِي دُونَ خَلْقِي وَ تَكِيدُهُ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ إِلَّا جَعَلْتُ لَهُ مَخْرَجاً.

وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع‌ أَيُّهَا النَّاسُ لَا يَشْغَلْكُمُ الْمَضْمُونُ مِنَ الرِّزْقِ عَنِ الْمَفْرُوضِ عَلَيْكُمْ مِنَ الْعَمَلِ.

و المتوكل لا يسأل و لا يرد و لا يمسك شيئا خوف الفقر و ينبغي لمن أراد سلوك طريق التوكل أن يجعل نفسه بين يدي الله تعالى فيما يجري عليه من الأمور كالميت بين يدي الغاسل يقلبه حيث يشاء

كَمَا قَالَ النَّبِيُّ ص‌ عَجِبْتُ لِلْمُؤْمِنِ لَا يَقْضِي اللَّهُ لَهُ قَضَاءً إِلَّا كَانَ خَيْراً لَهُ.

و يعني بذلك أنه يرضى بقضاء الله له سواء كان شدة أو رخاء و التوكل هو

نام کتاب : إرشاد القلوب إلى الصواب نویسنده : الديلمي، حسن بن محمد    جلد : 1  صفحه : 120
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست