قال تعالى وَ عَلَى
اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ و قال تعالى وَ عَلَى
اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ و قال تعالى وَ مَنْ
يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ و قال تعالى إِنَّ
اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ فأعظم مقام موسوم بعظمة الله و بمحبة الله
المتوكل عليه لأنه مضمون بكفاية الله لأن من يكن حسبه و كافيه و محبه و مراعيه فَقَدْ فازَ
فَوْزاً عَظِيماً و قد قال أَ لَيْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ فطالب الكفاية
بغيره غير طالب التوكل و مكذب بالآية قال وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ
فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ أي عزيز لا يذل من استجار به و لا يذل من لجأ
إليه حكيم لا يقصر عن تدبير من اعتصم به و غير من لجأ إلى غيره بقوله إِنَّ
الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبادٌ أَمْثالُكُمْ يعني عاجزون عن
حوائجكم أنتم و هم محتاجون إلى الله تعالى فهو أحق أن تدعوه و كلما ذكر سبحانه من
التوكل عليه عنى قطع الملاحظة إلى خلقه و الانقطاع إليه
و المتوكل لا يسأل و لا
يرد و لا يمسك شيئا خوف الفقر و ينبغي لمن أراد سلوك طريق التوكل أن يجعل نفسه بين
يدي الله تعالى فيما يجري عليه من الأمور كالميت بين يدي الغاسل يقلبه حيث يشاء