العلو «2» نسبتان، علو مكان و علو مكانة. فعلو المكان «وَ رَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا».
و أعلى الأمكنة المكان الذي تدور عليه رحى عالم الأفلاك و هو فلك
الشمس، و فيه مقام روحانية إدريس عليه السلام [1]
«وَ لَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ»:
فالعمل يطلب المكان و العلم يطلب المكانة، فجمع لنا بين الرفعتين علوّ المكان
بالعمل و علو المكانة بالعلم. ثم قال تنزيهاً للاشتراك بالمعية «سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى» عن
هذا الاشتراك المعنوي. و من أعجب الأمور كون الإنسان أعلى الموجودات، أعني الإنسان
الكامل، و ما نسب إليه العلو إلا بالتبعية، إما إلى المكان و إما إلى المكانة و هي
المنزلة. فما كان علوه لذاته. فهو العلي بعلو المكان و بعلو المكانة. فالعلو لهما.
فعلو المكان.