الغفور. و لذلك لا يُفْقَه [1] في المعتقد إنه إنما يثني على
الإله الذي في معتقده و ربط به نفسه. و ما كان من عمله فهو راجع إليه، فما أثنى
إلا على نفسه، فإنه مَنْ مَدَحَ الصنعة فإنما مدح الصانع بلا شك، فإن حسنها و عدم
حسنها راجع إلى صانعها. و إله المعتقد مصنوع للناظر فيه، فهو صنعه: فثناؤه على ما
اعتقده ثناؤه على نفسه. و لهذا يَذُمُّ معتَقَد غيره، و لو أنصف لم يكن له ذلك.
إلا أن صاحب هذا المعبود الخاص جاهل بلا شك في ذلك لاعتراضه على غيره
فيما اعتقده [2] و اللَّه يقول الحق و هو يهدي
السبيل.
تم بحمد اللَّه و عونه و حسن توفيقه، و الحمد للَّه وحده و صلى
اللَّه على سيدنا محمد و آله و صحبه و سلم تسليماً كثيراً. و كان الفراغ منه في
عاشر شهر جمادي الآخرة سنة تسع و ثلاثين و ثمانمائة أحسن اللَّه عاقبتها بمحمد و
آله آمين.