responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : ابن العربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 191

فإذن ما ثم شريك على الحقيقة، فإن كل واحد على حظِّه مما قيل فيه إن بينهما مشاركة فيه. و سبب ذلك الشركةُ المشاعة، و إن كانت مشاعة فإن التصريف من أحدهما يزيل الإشاعة. «قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ » هذا روح المسألة.

24- فص حكمة إمامية «1» في كلمة هارونية

اعلم أن وجود هارون عليه السلام كان من حضرة الرحموت بقوله تعالى «وَ وَهَبْنا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنا» يعني لموسى «أَخاهُ هارُونَ نَبِيًّا». فكانت نبوته من حضرة الرحموت فإنه أكبر من موسى سِنّا، و كان موسى أكبر منه نبوَّة. و لما كانت نبوَّة هارون من حضرة الرحمة، لذلك قال لأخيه موسى عليهما السلام «يَا بْنَ أُمَّ» فناداه بأمه لا بأبيه إذ كانت الرحمة للأم دون الأب أوفر في الحكم. و لو لا تلك الرحمة ما صبرت على مباشرة التربية. ثم قال «لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَ لا بِرَأْسِي و فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْداءَ». فهذا كله نَفَسٌ من أنفاس الرحمة. و سبب ذلك عدم التثبت في النظر فيما كان في يديه من الألواح التي ألقاها من يديه. فلو نظر فيها نظر تثبت لوجد فيها الهدى و الرحمة. فالهدى بيان ما وقع من الأمر الذي أغضبه مما هو هارون بري ء منه. و الرحمة بأخيه، فكان لا يأخذ بلحيته بمرأى من قومه مع كبره و أنه أسن منه. فكان [1] ذلك من هارون شفقة على موسى لأن نبوة هارون من رحمة اللَّه، فلا يصدر منه إلا مثل هذا. ثم قال هارون لموسى عليهما السلام «إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائِيلَ» فتجعلني سبباً في تفريقهم


[1] ب: و كان.

نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : ابن العربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 191
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست