بما أشاهده فلا أستطيع، فكنت لا أفرق بيني و
بين الخرس الذين لا يتكلمون.
فإذا تحقق بما ذكرناه انتقل إلى أن يكون عقلًا مجرداً في غير مادة
طبيعية، فيشهد[1] ذلك ذوقاً
«فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَ لكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ»: و
ما قتلهم إلا الحديد و الضارب، و الذي خلف هذه الصور. فبالمجموع وقع القتل و
الرمي، فيشاهد الأمور بأصولها و صورها، فيكون تاماً. فإن شهد النَّفَسَ كان مع
التمام كاملًا: فلا يرى إلا اللَّهَ عين ما يرى. فيرى الرائي عين المرئي «15». و
هذا القدر كاف، و الله الموفق الهادي.