وجهاً خاصاً من وجوه اللَّه و هو المسمى وجه
الهوية فتدعوه من ذلك الوجه في رفع الضر لا من الوجوه الأخر المسماة أسباباً، و
ليست إلا هو من حيث تفصيل [1]
فاعمل و إياه سبحانه فاسأل.
20 «1»- فص حكمة جلالية في كلمة يحيوية
هذه حكمة الأولية في الأسماء، فإن اللَّه سماه يحيى أي يحيا به ذكر
زكريا.
و «لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا» فجمع بين حصول الصفة التي فيمن غَبَرَ ممن ترك ولداً يحيا به ذكرُه
و بين اسمه بذلك. فسماه يحيى فكان اسمه يحيى كالعلم الذوقي، فإن آدم حيي ذكره بشيث
و نوحاً حيي ذكره بسام، و كذلك الأنبياء.
و لكن ما جمع اللَّه لأحد قبل يحيى بين الاسم العَلم منه و بين الصفة
إلا لزكريا[2] عناية منه
إذ قال «فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا»
فقدم الحقَّ على ذكر ولده كما قدمت آسية ذكر الجار على الدار في قولها «عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ»
فأكرمه اللَّه بأن قضى حاجته و سماه بصفته حتى يكون اسمه تذكاراً لما طلب منه نبيه
زكريا، لأنه عليه السلام آثر بقاء ذكر اللَّه في عَقِبِه إذ الولد سر أبيه، فقال «يَرِثُنِي وَ يَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ» و
ليس ثَمَّ موروث في حق هؤلاء إلا مقام ذكر اللَّه و الدعوة إليه. ثم إنه بشره بما
قدمه من سلامه عليه يوم