أنها صورة تؤلم من جاورها[1]
من الحيوان. و ما علم مراد اللَّه فيها و منها في حقه.
فبعد وجود هذه الآلام وجد برداً و سلاماً مع شهود الصورة اللونية في
حقه، و هي نار في عيون الناس. فالشي ء الواحد يتنوع في عيون الناظرين: هكذا هو
التجلي الإلهي. فإن شئت قلت إن اللَّه تجلى مثل هذا الأمر، و إن شئت قلت إن
العالَم في النظر إليه و فيه مثلُ الحق في التجلي، فيتنوع في عين الناظر بحسب مزاج
الناظر أو يتنوع مزاج الناظر لتنوع التجلي: و كل هذا سائغ في الحقائق.
و لو أن الميت و المقتول- أيَّ ميت كان أو أيَّ مقتول كان- إذا مات
أو قُتِلَ لا يرجع إلى اللَّه، لم يقض اللَّه بموت أحد[2] «وَ إِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ».
19 «1»- فص حكمة غيبية في كلمة أَيوبية
اعلم أن سر الحياة سرى في الماء فهو أصل العناصر و الأركان، و لذلك
جعل اللَّه «مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْ ءٍ حَيٍّ»: و
ما ثم شي ء إلا و هو حي، فإنه ما من شي ء إلا و هو يسبح بحمد اللَّه و لكن لا نفقة[3] تسبيحه إلا بكشف إلهي. و لا يسبِّح
إلا حي.
فكل شي ء حي. فكل شي ء الماء أصله. أ لا ترى العرش كيف كان على الماء
لأنه