بصره سلخ ذىالقعده شرعة الهدى و ناموس التقوى و رداءالدين و جُنّة
المسلمين و صدرالعلماء العاملين جعلاللَّه به كلمةالحق هىالعُليا قد زحف الكفر
من جميع الجوانب و أحاطت النصارى بأطراف البلاد و انّ الزنادقه الاخساء قد ساعدوها
على فتحالأبواب و اماطوا العوائق عنالمسالك و سهلّوا لأعداء ديناللَّه السبل
حتى صارالاسلام عُرضةً للهوان والصغار بعدالعزّ و كاد أهل الشرك أن يستولى على
حوزته بعد ما كانت منيعة بحُماتها و فشت أهانة العلماء القائمين بصيانة الشريعة و
غدا طردهم من الأوطان ديدناً لاصحاب البغى و شنشةً لنُصراءِ الضلال. و كلّ هذا
لانّ علماء الامّة و صلحاءِ الملّة تقاعدوا عن التعاضد و تهاونوا فيما فرضاللَّه
عليهم ألا و هو التعاون على أعلاءِ الكلمة والتناصر فى حفظ الحوزة و ممايقضى
بالعجب هو ان المُجدّ لهدم اركانالاسلام و قائدالكفّار الى بلاد اهل الايمان هو
أقّل الناس ناصراً و أكثرهم اعداءً و أعجب من هذا سكوتك يا حصنالدين الحصين، ماذا
تنتظر بعد زعزعة أركان الشرع؟
أرضيت بالحيوةالدنيا و أنت رجلالحق و هل أخترت الدّنيّة على المنية
ولقد أثركاللَّه و ارتضاك لنفسه و فرض عليك بذلالنفس والنفيس دون كلمته و ما كان
أتقاءِ البررةالكرام الّا لأعلائها و صونها عنالخفض و امّا مسّها بالهوان فلقد
كان دونه سلّالسيوف و أراقةالدماءِ لاالحذر والأتقاء.