مولاى ان نسبتك الى هوادة فىالحق و انت تقدست جبلتك فطرت عليه و
تخوض الغمرات اليه فقد بعت يقينى بالشك و ان توهمت فيك حيدانا من الرشد و جورا عن
القصد و أنا موقن انك لازلت علىالسداد غير مفرط فقد استبدلت علمى بالجهل ولو قلت
انك منالذين تأخذهم فىالحق لومة لائم و تصدهم عنالصدق خشية ظالم و أنت تصدع به
غير و ان ولا ضجر ولو ألب الباطل الكوارث المردية و أضرى عليك الخطوب الموبقة،
لكذبت نفسى، و كذبنى من يسمع مقالتى، لان العالم والجاهل والفطن والغبى كلهم قد
اجمعوا على طهارة سجيتك و نقاوة سريرتك و اتفقوا على ان الفضائل حيث انت- والحق
معك اينما كنت- لاتفارق المكارم ولو اضطررت- و انت مجبول علىالخير، لايحوم حولك
شر أبدا، ولا تصدر عنك نقيصة قصدا- ولاتهن فى قضاء حق، ولاتنى عن شهادة صدق،- و مع
هذا و هذا و ذاك، انك مع علمك بواقع امرى، و عرفانك بسريرتى و سرى، أراك ما ذدت عن
حق كان واجبا عليك حمايته، ولا صنت عهدا كانت عليك رعايته، و كتمت الشهادة، و انت
تعلم انى ما اضمرت للخديو ولا للمصريين شرا، ولا أسررت لأحد فى خفيات ضميرى ضرا، و
تركتنى و انياب النذل اللئيم عثمان باشا الضابط حتى نهشنى نهش السبع الهرم ضغينة
منه علىالسيد/ ابراهيم اللقانى، و اغراء من اعدائى أحزاب عبدالحليم باشا،- و ما
هكذا الظن بك ولا المعروف من رشدك و سدادك،- ولا يطاوعنى لسانى، و ان كان قلبى
مذعنا بعظم منزلتك فىالفضائل، مقرا بشرف مقامك فىالكمالات، ان أقول عفااللَّه
عما سلف، الا ان تصدع بالحق، و تقيمالصدق، و تظهر الشهادة، ازاحة للشبهة، و
ادحاضا للباطل، و اخزاء للشر و أهله، و أظنك قد فعلت اداء لفريضة الحق