من حجب، فالحاء و الجيم و الباء أصل واحد و هو: المنع، يقال: حجبته
عن كذا أي: منعته، و الحاجبان العظمان فوق العينين بالشعر و اللحم. و هذا على
التشبيه كأنهما حاجبان شيئا يصل إلى العينين[2].
و لا تخرج الحجابة على أنها وظيفة تحفظ باب الخليفة من الداخلين
عليه، و سميت هذه الوظيفة في القرن الثامن عشر بالدوادار[3].
و اهتم الفقهاء بهذه الوظيفة فكان ما قالوه على لسان ابن السبكي (ت
771 ه): «و ليعلم أن لصاحب الحاجة حقا عند أستاذه لأن وظيفة أستاذه سماع كلامه و
قضاء حاجته فإن هو قصر فيما وصفناه كان هو الظالم لأستاذه المسبب في خراب دياره
الباغي على الرعية»[4].
و ذكر الفقهاء شروطا لا بد من توافرها لصاحب هذه الوظيفة منها[5]:
* المعرفة بأوقات محجوبه و انبساطه و منازل الناس منه، حتى يكون وجهه
عنوانا عن وجهه من غضب و رضا و إبعاد و إدناء.
* صحة الرأي ليضع الأمور مواضعها و يعتذر إلى من منعه بما