الثورة: لفظ مشتق من ثار الشيء ثورا و ثورانا إذا: هاج، و الثائر:
الغضبان، و يقال للغضبان أهيج ما يكون: قد ثار ثائره و فار فائره
إذا:
غضب و هاج غضبه.
و يمكن وصفها بأنها: تغير أساسى في الأوضاع السياسية و الاجتماعية
يقوم به الشعب في دولة ما[2]. و يعبر
الفقهاء عن هذا المصطلح بمفاهيم مقاربة مثل الخروج على الحاكم أو سل السيف[3].
و اختلاف الفقهاء في تطبيق هذا المصطلح يعود للمصلحة و درء المفسدة،
فذهب جمهور الفقهاء إلى عدم الخروج على الحاكم الجائر باعتبار المفسدة المترتبة
عليه، كما يقول النووي (ت 676 ه): «قال العلماء: سبب عدم انعزاله و تحريم الخروج
عليه ما يترتب على ذلك من الفتن و إراقة الدماء و فساد الدين فتكون المفسدة في
عزله أكثر من بقائه»، و إلى قريب منه ذهب الشوكاني (ت 1255 ه)[4].
و أغلب الثورات التي كانت في جميع العصور الإسلامية كانت تصب على
تغير نظام الحكم بغض النظر عن القائمين عليها، و هذا ما عبر عنه الشهرستاني (ت 548
ه) عندما قال:
«و أعظم خلاف بين الأمة خلاف الإمامة إذ ما سل سيف في الإسلام على
قاعدة دينية مثل ما سل على الإمامة في كل زمان»[5].
[1] - و هناك ترجمات مقاربة مثل:gnisirpU
,noitatigA
[3] - مع ملاحظة أن هذه المفاهيم المقاربة لمصطلح
الثورة، الأصل فيها النظر إلى القصد و الغاية المراد منها، فهناك استعمالات
لمصطلحات مماثلة في هذا الصدد مثل مصطلح الشغب الذي ورد في كثير من كتب الفقهاء و
المورخين بمعنى الذم و إن كان يقارب معنى الثورة في بعض صورها، انظر مثلا كيف
استخدم ابن حزم مصطلح الشغب فني سياق تأكيده على ولاية العهد خوفا من الشغب و
الاختلاف على الإمامة الشرعية. انظر: ابن حزم، الفصل في الملل و النحل، 5/ 16.
[4] - النووي، شرح مسلم، 12/ 229. و الشوكاني، نيل
الأوطار، 7/ 193 و ما بعدها.