الحق مسلكان، أحدهما الحجة و إيضاح المحجة، و الثاني الاقتهار بغرار السيوف و إيراد الجاحدين مناهل الحتوف، و المسلك الثاني مرتب على الأول»[1].

و يعبر بعض الفقهاء عن العنوة بالقوة، من ذلك قول الماوردى (ت 450 ه): «و ثبات الملك يكون بأن تكون القوة للسلطان ليصير قاهرا لهم و لا تكون القوة لهم فيصير مقهورا بهم»[2].

العهدtnanevoC

العهد: لغة يشير إلى حفظ الشي‌ء و مراعاته حالا بعد حال، هذا أصله، ثم استعمل في الموثق الذي تلزم مراعاته، و منه قيل للحربي الذي دخل بالأمان ذو عهد[3]. و يكون العهد في أشياء مختلفة منها الحفظ و رعاية الحرمة، و الأنسب به هنا الذمة المعقودة له‌[4].

و الفرق بين الوعد و العهد، أن العهد ما كان من الوعد مقرونا بشرط، و العهد يقتضى الوفاء و الوعد يقتضي الإنجاز، يقال: نقض العهد و أخلف الوعد.

و قد تناول الفقهاء هذا المصطلح لإطلاقه على فريقين من الكفار[5]:

* اليهود و النصارى الذين في دار الإسلام سموا أهل العهد للذمة التي أعطوها و العهد المشترط عليهم و لهم.

* المحاربين إذا صالحوا المسلمين و كفوا عن أذاهم لمعاهدة ما فيسمون أهل العهد أو أهل الصلح. و لهذا فالمعاهد هو:

من كان بينك و بينه عهد أيّا كان.

[1] الجويني، غياث الأمم ص 195.

[2] الماوردي، قوانين الوزارة ص 145، و ابن تيمية، السياسة الشرعية ص 24.

[3] الأصفهاني، المفردات ص 591. و المجددي، قواعد الفقه ص 393.

[4] النووي، الأسماء و اللغات 4/ 48 و البعلي، المطلع على أبواب المقنع ص 223.

[5] ابن الأثير، غريب الحديث 3/ 325. و النووي، الأسماء و اللغات 4/ 48.