فهذه الآيات المباركة تدعو إلى الإيمان باللّه و الرسول و إلى الجهاد
بالأنفس في سبيل اللّه و تعدّها تجارة تنجي من العذاب و توجب غفران الذنوب و دخول
الجنّة و مساكن طيبة، فالجهاد مرغوب فيه كمال الترغيب.
فالآية الاولى أخبرت مؤكّدا أنّ اللّه تعالى قد اشترى من المؤمنين
أنفسهم و هكذا أموالهم في مقابل أنّ لهم الجنّة، فبالنتيجة ليست أنفس المؤمنين
ملكا لهم بل هي ملك اللّه تعالى فعليهم أن يقاتلوا في سبيله و لهم الجنّة و ليس
أحد أو في بعهده من اللّه.
و ظاهر الآية الثانية انها عدّ لأوصاف هؤلاء المؤمنين فليبشّر
المؤمنون. فهاتان الآيتان كالآيات السابقة دعوة إلى الجهاد في سبيل اللّه من دون
تعيين لمن يحاربونه.
3- و قال تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَ لْيَجِدُوا فِيكُمْ
غِلْظَةً وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ[3].